المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
ویَنْقَسِم عَلیٰ قِسْمَیْن(١): أحَدُهُما یُقَال لَهُ ’’التَّصَوُّر‘‘، وَثَانِیْهِمَا یُعَبَّر عَنْه بِـ’’التَّصْدِیْق‘‘(٢). عند المدرك؛ والآخرون یقولون: العلم هو قبول النفس للصورة إذ لایحصل الانكشاف من الحصول والحضور بدون قبول النفس؛ والمتكلمون یسلكون مسلكا اٰخر، وقالوا: العلم صفة من صفات النفس -كالحلم والشجاعة- لأمر حصل الآن بعد أن لم یكن؛ لٰكن لایظهر بدون متعلقه كأوصاف اٰخر، فهو إضافة بین العالم والمعلوم. والحقُّ أن العلم حالة إدراكیة. فافهم.(محمد إلیاس) الملحوظة: اعلم! أن علمائنا الماتردیة -كثرهم الله ونصرهم- یقولون: العلم هو صفة بسیطة ذات إضافة، ویسمونها بالحالة الانجلائیة، ویقولون: إن العالِم متصف به مثلَ اتصافه بصفات أخریٰ كالحلم والشجاعة لایحدث عند تعلقه بالمعلوم، خلافاً للحكماء.(المرآت) (١) قوله: (ینقسم علی قسمین) اعلم! أن العلم ینقسم تقسیما أوّلیّاً إلیٰ قسمین: العلم القدیم، العلم الحادث. العلم القدیم: علم لا أول له ولا نِهایة له؛ وقیل: هو علم لایطرأ علیه خطأ ولا جهل ولا سهو ولا نسیان، ولا یقبل شكَّا ولا ظنَّا، ولایوصف بوضوح بعد خفاء، وضعف بعد قوة، ولاقوة بعد ضعف؛ وهذا النوع من العلم هو علم الله سبحانهٗ وتعالیٰ. العلم الحادث: هو علم له بدایة، فهو لم یكن ثم كان، وصاحبه لم یكن عالما، ثم أفاض الله علیه من علمه، یقول الله عز وجل: ﴿وَاللهُ أخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُوْنِ أمَّهٰتِكُمْ لا تَعْلَمُوْنَ شَیْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ﴾ [النحل: ۷۸] وهذا العلم خاص بالمخلوقین، ویدخل فیهم الإنس والجن والملٰئكة والشیاطین. (المنطق القدیم ۲۹۰) محمد إلیاس إذا علمت هٰذا فاعلم! أن المنقسم إلی التصَوُّر والتصدیق هو العلم الحادث الحصولي، لامطلق العلم الشامل للحضوري والقدیم؛ لأن الانقسام إلی البدیهي والكسبي إنما یجري في العلم الحصولي والعلم الحادث، دون العلم الحضوري والعلم القدیم، وهو علمه تعالیٰ؛ فإن العلم الحضوري بدیهي، وعلمه تعالیٰ لایوصف ببداهة ولاكسب؛ وهٰذا مختار جماعة من الفضلاء المحققین. (المرآت)بحذف (٢)قوله: (بالتصدیق) اعلم! أن العلم الحادث ینقسم الیٰ قسمین: التصَوُّر، والتصدیق؛ فالتصَوُّر: هو العلم بمعاني المفردات، دون تعرض لاثبات شيء لها أو نفي شيء عنها، وذٰلك مثل أن یسألك أحد عن معنیٰ كلمة ’’سیارة‘‘ فإذا أخبرته بمعناها فقد حصلت صورتها في ذهنه حسب تعریفك بها؛ فحصول صورتها في ذهن السائل هو المراد بكلمة التصَوُّر. والتصدیق: هو إدراك النسبة الخبریة