المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
قَوْلنَا: ’’لاَشَيْءَ مِنَ الإنْسَان بِحَجَر‘‘ لَصَدَقَ نَقِیْضُه، أعْنِيْ قَوْلنَا: ’’بَعْض الْحَجَر إِنْسَان‘‘، فَنَضُمُّه مَعَ الْأصْل وَنَقُوْل: ’’بَعْض الْحَجَر إِنْسَان، وَلاَشَيْءَ مِنَ الإنْسَان بِحَجَر‘‘، یُنْتِجُ: ’’بَعْض الْحَجَر لَیْسَ بِحَجَر‘‘، فَیَلْزَم سَلْب الشَّيْء عَنْ نَفْسِه وَذٰلِكَ مُحَال. وَالسَّالِبَة الْجُزْئِیَّة(١) لاَتَنْعَكِس لُزُوْماً(٢) لِجَوَاز عُمُوْم الْمَوْضُوْع فِي الْحَمْلِیَّة وَالْمُقَدَّم فِي الشَّرْطِیَّة، مَثَلاً یَصْدُقُ ’’بَعْضُ الْحَیَوَان لَیْسَ بِإِنْسَان‘‘ وَلَیْسَ یَصْدُقُ(٣) ’’بَعْضُ الإنْسَانِ لَیْسَ بِحَیَوَان‘‘. وَالْمُوْجِبَة الْكُلِّیَّة تَنْعَكِس إِلیٰ مُوْجِبَة جُزْئِیَّة، فَقَوْلنَا: ’’كُلُّ إِنْسَان حَیَوَان‘‘ یَنْعَكِس إِلیٰ قَوْلِنَا: ’’بَعْض الْحَیَوَان إِنْسَان‘‘، وَلاَیَنْعَكِس إِلیٰ مُوْجِبَة كُلِّیَّة؛ لِأنَّهٗ یَجُوْز أنْ یَّكُوْن الْمَحْمُوْل أوِالتَّالِيْ عَامًّا(٤) كَمَا فِيْ (١) قَولهٗ: (والسالبة الجزئیة لاتنعكس إلخ) لجواز عموم الموضوعِ، فیجوز سلب الأخص عن الأعم ولایجوز سلب الأعم عن الأخص؛ فلایصح كون السالبة الجزئیة عكساً للسالبة الجزئیة؛ وإذا لم یصدق الجزئیة فالكلیة بالطریق الأولیٰ. وأما انعكاس السالبة الجزئیة في بعض المواد -كما إذا كانت النسبة بین الموضوع والمحمول عموما وخصوصاً من وجهٍ، نحو: ’’بعض الحیوان لیس بأبیض‘‘ سالبة جزئیة صادقة ینعكس كنفسها هنا إلی قولنا: ’’بعض الأبیض لیس بحیوان‘‘- فغیر معتدّ بها.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (لاتنعكس لزوما) یعني: عكس السالبة الجزئیة لایحصل في جمیع المواد؛ وفي المادة التي تكون فیها الموضوع أعم لایصدق العكس.محمد إلیاس (٣) قولهٗ: (ولیس یصدق) لأن سلب الخاص عن بعض العام جائز، ولایجوز سلب العام عن الخاص، مثال الحملیة مذكور في المتن؛ وأما مثال الشرطیة فقولنا: ’’قد لایكون إذا كان الشيء حیوانا كان إنسانا‘‘، فهٰذه سالبة جزئیة صادقة، ولایصدق عكسها وهو: ’’قد لایكون إذا كان الشيء إنسانا كان حیواناً‘‘.محمد إلیاس (٤) قَولهٗ: (عاما) فلایصح صدق الموضوع أو المقدم علیٰ جمیع أفراد المحمول أو التالي