المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
مِثَالنَا، فَلاَیَصْدُق: ’’كُلُّ حَیَوَان إِنْسَان‘‘. وَهٰهُنَا شَكَّ، تَقْرِیْره: أنَّ قَوْلنَا: ’’كُلُّ شَیْخ كَانَ شَاباًّ‘‘ مُوْجِبَة كُلِّیَّة صَادِقَة مَعَ أنَّ عَكْسهٗ:’’بَعْضُ الشَّابّ كَانَ شَیْخا‘‘ لَیْسَ بِصَادِق؟ وَأجِیْبَ عَنْه: بِأنَّ عَكْسهٗ لَیْسَ مَا ذَكَرْتَ بَلْ عَكْسهٗ ’’بَعْضُ(١) مَنْ كَانَ شَاباًّ شَیْخ‘‘. وَقَدْ یُجَابُ(٢)بِوَجْه اٰخَر، وَهُوَ: أنَّ حِفْظ النِّسْبَة(٣) لَیْسَ بِضَرُوْرِي فِي الْعَكْسِ، فَعَكْسُه: ’’بَعْضُ الشَّابّ یَكُوْن شَیْخا‘‘ وَهُوَ صَادِق لاَمَحَالَةَ. وَالْمُوْجِبَةُ الْجُزْئِیَّة تَنْعَكِس إِلیٰ مُوْجِبَة جُزْئِیَّة، كَقَوْلنَا: ’’بَعْض الْحَیَوَان إِنْسَان‘‘ یَنْعَكِس إِلیٰ قَوْلنَا: ’’بَعْض الإنْسَان حَیَوَان‘‘. وَقَدْ یُوْرَدُ عَلیٰ انعِكَاس الْمُوْجِبَة الْجُزْئِیَّة كَنَفْسِهَا إِیْرَاد،وَهُوَ: أنَّ ’’بَعْض الْوَتَدِ فِي الْحَائِط‘‘ صَادِق، وَعَكْسهٗ أعْنِيْ: ’’بَعْضُ الْحَائِط فِي الْوَتَدِ‘‘ غَیْر صَادِق؟ وَالْجَوَاب: إِنَّا لاَنُسَلِّم أنَّ عَكْس هٰذِه الْقَضِیَّة مَاقُلْتَ مِنْ ’’بَعْض في العكس؛ لأن الخاص لایحیط لجمیع أفراد العام.محمد إلیاس (١) قَولهٗ: (بل عكسه بعض من كان شابا شیخ إلخ) فیه نظر ظاهر؛ فإنَّ ’’كان‘‘ رابطة وهي -لعدم استقلالها- لاتصلح للمحمولیة، ولالوقوعها جزءً من المحمول، فالمحمول هو الشاب فقط؛ ففي العكس لابد أن یكون موضوعاً.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (وقد یجاب بوجهٍ آخر إلخ) هذا الجواب وإن كان مختار بعض أهل التحقیق لٰكنه فاسد جدا؛ لما أفاد بعض الأعلام -قدس سره-: أن الأصل مطلقة وقتیة، وهي لاتنعكس إلیٰ مطلقة وقتیّة، فالصواب أن یقال: إن هٰذه القضیة حكم فیها بثبوت المحمول ثبوتاً موقتاً بزمان الماضي، فهي مطلقة وقتیة إن لم یعتبر فیها الضرورة، ووقتیة مطلقة إن اعتبرت؛ وهما تنعكسان مطلقة عامة، فعكسها: بعض الشاب شیخ بالفعل، وهي صادقة لامحالة؛ لأن بعض مایصدق علیه الشاب في أحد الأزمنة -أعني الماضي- شیخ في أحد الأزمنة أعني المستقبل. فافهم.(المرآت) (٣) قولهٗ: (أن حفظ النسبة) فإن في الأصل نسبة ماضیة، وفي العكس لایجب أن تكون ماضیة؛ بل یجوز أن تكون مستقبلة كما في قولنا: بعض الشاب یكون شیخاً.محمد إلیاس