المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
لِأنَّهَا إِنْ حُكِمَ فِیْهَا بِالتَّنَافِيْ أوْ بِعَدَمه بَیْنَ النِّسْبَتَیْنِ فِي الصِّدْقِ وَالْكِذْب(١)مَعًا كَانَتِ الْمُنْفَصِلَة حَقِیْقِیَّة(٢)، كَمَا تَقُوْلُ(٣):هٰذَا العَدَدُ إِمَّا زَوْج أوْ فَرْد، فَلاَیُمْكِن اجتِمَاع الزَّوْجِیَّة وَالْفَرْدِیَّة فِيْ عَدَد مُعَیَّن وَلاَارتِفَاعهُمَا. وَاِنْ حُكِمَ بِالتَّنَافِيْ أوْبِعَدَمهٖ صِدْقاً(٤)فَقَطْ كَانَتْ’’مَانِعَة الْجَمْع‘‘(٥)، كَقَوْلِكَ: هٰذَا الشَّيْء إِمَّا شَجَر أوْ حَجَر، فَلاَیُمْكِنُ أنْ یَّكُوْن شَيْء مُعَیَّن حَجَراً وَ شَجَراً مَعًا، وَیُمْكِنُ أنْ لاَیَكُوْن شَیْئًا مِنْهُمَا(٦). (١) قوله: (في الصدق والكذب) المراد من الصدق ’’التحقق‘‘ ومن الكذب ’’الانتفاء‘‘ لاالمعنی المشهور. وقوله: في الصدق والكذب، أي: لایجتمع طرفاها ولایرتفعان؛ فإن صدق أحد طرفیها ارتفع الآخر؛ فلایجتمعان معاً، وذٰلك أمر طبعي مادام طرفاها مكونین من الشيء ونقیضه أو المساوي لنقیضه؛ ومن البدیهيِّ أن النقیضین لایجتمعان ولایرتفعان. (المنطق القدیم: ۱۶۷) (٢) قَولهٗ: (كانت المنفصلة حقیقة إلخ) لأن التنافي بین جزئیها أشدُّ من التنافي بین قسِیمَیه الأخیرین؛ لأنه في الصدق والكذب معاً؛ فهي أحق باسم المنفصلة، فإنما هي حقیقة الانفصال. (المرآت) (٣) قولهٗ: (كما تقول) ومثال السالبة: لیس البتة إما أن یكون هٰذا الرجل شاعرا أو مصریا؛ فنفی التنافي بین جزئي القضیة، فأمكن اجتماعهما؛ إذ لامنافاة ولا عناد بین أن یكون الرجل شاعراً أو مصریًّا في آنٍ. (المنطق القدیم: ۱۶۷) (٤) قوله: (أوْ بِعَدَمهٖ صدقاً) وهو نفي التنافي أي إمكان الجمع؛ وقوله: ’’صِدْقاً‘‘ المراد منه هنا الجمع بین الطرفین. محمد إلیاس (٥) قَولهٗ: (مانعة الجمع إلخ) لاشتمالها علی منع الجمع بین جزئیها، فلایصدقان علی الشيء بأنه شجر وحجر؛ ولٰكن یكذبان بأن یكون إنساناً.(المرآت) (٦) قولهٗ: (شیئا منهما) فعلم أنهما لایجتمعان ولٰكن قد یرتفعان، وذٰلك إنما یحدث إذا تركبت القضیة من الشيء والأخص من نقیضه -وهو الضدُّ أو مایساویه-، نحو: هٰذا الشيء إما أن یكون شجراً أو حجراً؛ فالحجر بالنسبة للشجر لیس نقیضاً ولا مساویاً للنقیض، وإنما هو أخص من النقیض؛ لأن نقیض الشجر جمیع الجمادات، والحجر واحد منها، فهو أخص. (المنطق القدیم) بتغییر. ومعنی مانعة الجمع: عدم امتناع الخلو، وهٰذا في الإیجاب، أما في حالة السلب -والأمر