المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَعَلیٰ آلِهٖ(١)وَأصْحَابِهٖ أجْمَعِیْنَ. وَبَعْدُ! فَهٰذِهٖ(٢)عِدَّةُ فُصُوْلٍ فِيْ عِلْمِ الْمِیْزَان، لاَبُدَّ مِنْ حِفْظهَا وَضَبْطهَا لِمَنْ أرَادَ أنْ یَّتَذَكَّرَ مِنْ أوْلِي الْأذْهَان، وَعَلیَ اللهِ التَّوَكُّل وَهُوَ الْمُسْتَعَان. وقال سبحانه وتعالیٰ : ﴿وَإِذْ أخَذَ اللهُ مِیْثَاقَ النَّبِیِّیْنَ لَمَا اٰتَیْتُكُمْ مِنْ كِتٰبٍ وَّحِكْمَةٍ، ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهٖ وَلَتَنْصُرُنَّه، قَالَ ءَ أ قْرَرْتُمْ وَأخَذْتُمْ عَلیٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِيْ، قَالُوْا أقْرَرْنَا، قَالَ فاشْهَدُوْا وَأنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّٰهِدِیْنَ، فَمَنْ تَوَلّٰی بَعْدَ ذٰلِكَ فَأولٰئِكَ هُمُ الفٰسِقُوْنَ﴾[آل عمران:۸].(المرآت) (١) قَولهٗ: (علیٰ اٰله) أصله: أهل، بدلیل أهیل؛ فإن التصغیر یرد الأشیاء إلیٰ أصولها؛ والفرق بین الآل والأهل: أن الآل لایستعمل إلا في الأشراف، بخلاف الأهل؛ فلا یقال: آل الحجام، ویقال أهل الحجام. والأصحاب جمع صحِب -بكسر الحاء أو بسكونها- لاجمع صاحب. (المراٰة للمرقاة بزیادة). (٢) قوله: (فهٰذه) إشارة إلی المرتب الحاضر في الذهن من المعاني المخصوصة المعبرة عنها بالألفاظ المخصوصة، أو تلك الألفاظ الدالة علی المعاني المخصوصة سواء كان وضع الدیباجة قبل التصنیف أو بعده؛ إذ لا حضور للألفاظ المرتبة ولالمعانیها في الخارج، فلفظ ’’هٰذا‘‘ وإن كان موضوعا للـ’’مشار إلیه المحسوس بالحس الظاهر‘‘ لٰكن هٰهنا استعمل في الإشارة العقلیة، وهي: أن یمیز الشيء بمعونة العقل؛ فلایرد: إن الألفاظ وإن كانت موجودة في الخارج لٰكن لا مرتبة مجتمعة؛ بل متعاقبة، والإشارة هٰهنا تقتضي الترتب. (ضیاء النجوم و شرح التهذیب)