المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَـ: الْقَرِیْب، هُوَ: الْمُمَیِّز عَنِ الْمُشَارِكَات فِي الْجِنْس الْقَرِیْب، وَالْبَعِیْد، هُوَ: الْمُمَیِّز عَنِ الْمُشَارِكَات فِي الْجِنْس الْبَعِیْد؛ فَالْأوَّل كَالنَّاطِق(١) لِلإِنْسَان، وَالثَّانِيْ كَالْحَسَّاس لَه. وَلِلْفَصْل نِسْبَة(٢)إِلَی النَّوْع، فَیُسَمّٰی ’’مُقَوِّما‘‘ لِدُخُوْلِه فِيْ قِوَام النَّوْع أو الجسم النامي، أو الجوهر بالنسبة للإنسان؛ وجنس قریب، وهو: الذي یلي الإنسان مباشرة، وهو الحیوان؛ فعلم أن القریب والبعید هنا بالنسبة للشيء المذكور؛ ولذٰلك إذا نظرنا إلی الحیوان -وهو جنس- كان الجنس القریب بالنسبة إلیه هو الذي یعلوه مباشرة وهو النامي، أما البعید فیشمل الأجناس العلیا، مثل الجسم المطلق والجوهر. (المنطق القدیم: ۶۹) بتغییر (١) قَولهٗ: (كالناطق إلخ) لأن الناطق یمیز الإنسان عن المشاركات في الجنس القریب، وهو الحیوان؛ والحساس یمیزه عن المشاركات في الجسم النامي الذي هو جنسه البعید.(المرآت) الملحوظة: اعلم! أوَّلا: أن ماهیة الإنسان كما یكون لها جنس قریب -أي: الحیوان-، كذٰلك یكون لها جنس بعید أیضا، مثل: النامي والجسم المطلق. ثانیا: كما أن لماهیة الإنسان فصلا یمیزها عن جنسها القریب -أي: الناطق-، كذٰلك لماهیة الإنسان فصولاً تمیزها عما یشاركها في جنسها البعید؛ فإذا عرفنا الإنسان بأنه: نامٍ حساس، أو نامٍ متنفس، فهٰذان الفصلان یمیزان الإنسان عما یشاركه في جنسه البعید من النبات والشجر. (المنطق القدیم: ۷۸) بتغییر فَصلٌ في المقوِّم والمقسِّم (٢) قَولهٗ: (وللفصل نسبة إلخ) لما كان للفصل نسبة اعتباریة إلی النوع، وهي نسبة التقویم أي: یحصل بالفصل قِوام النوع، ویدخل في حقیقته؛ ونسبة اعتباریة إلی الجنس، وهي نسبةالتقسیم یعني: یُقَسِّم الجنسَ إلی نوعین، ذكرها إجمالاً في هٰذا الفصل، وتفصیلاً في الفصلین الآتیین؛ فبالنسبة إلی النوع یسمّٰی ’’مقوِّماً‘‘ وبالنسبة إلی الجنس یسمّٰی ’’مُقسِّماً‘‘، فالناطق مثلاً یقوم الإنسان؛ لأنه یدخل في قوام حقیقته؛ لأن حقیقة الإنسان هو الحیوان الناطق؛ فإن الناطق جزء الإنسان ومقومه، ویقسِّم الحیوان إلی الحیوان الناطق وغیر الناطق، فهو مقسِّمه.(المرآت) فإذا عرفنا الإنسان بأنه: حیوان ناطق، فَـ’’حیوان‘‘ جنس، و’’ناطق‘‘ فصل؛ وهٰذا الفصل إذا نظرنا إلیه منسوبا إلی الحیوان كان معَبِّرا عن قسم من أقسام الحیوان، فالحیوان یطلق علی الإنسان والقردة والخیل وغیرها؛ فإذا نسبنا الناطق إلی الحیوان كان هٰذا الفصل ’’مقسِّما‘‘، وإذا نظرنا إلیه منسوبا إلی الإنسان كان ’’مقوِّماً‘‘، ومن ثم انقسم الفصل إلی: المقسِّم والمقوِّم. (المنطق القدیم: ۷۸)