المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
﷽ اَلْحَمْد(١)لِلہ(٢)الَّذِيْ أبْدَعَ(٣)الْأفْلاَك(٤)وَالْأرْضِیْنَ؛ (١-١) قَوله: (الحمد) افتتح كتابهٗ بحمد الله بعد التسمیة اتباعاً بخیر الكلام -أي: القرآن-، واقتداءً بحدیث خیر الأنام علیه وعلیٰ آله الصلوٰة والسلام، وهو: كل أمر ذي بال لا یبدأ ببسم الله الرحمٰن الرحیم -وفي روایة: بحمد الله- فهو أقطع. (الأذكار للنووي). الملحوظة: قَولهٗ ’’الحمد لله‘‘ قول یدل علی الشكر والدعاء؛ لأن البیهقي رویٰ في الأدب بسند رجاله ثقات، لٰكنه منقطع، عن ابن عمرو أن رسول اللهﷺ قال: الحمد رأس الشكر، وما شكر اللهَ عبدٌ لا یحمده. وأخرج الترمذي من حدیث جابر بن عبد الله: أفضل الذكر لا الٰه إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد للّٰه. (تدریب الراوي: ٢٢) محمد إلیاس (١-٢) قَولهٗ: (الحمد) اللام فیه إما [۱]للجنس أو [۲]الاستغراق؛ فاختار بعضهم الثاني، لشموله جمیع الأفراد وإفادتِه ثبوت جمیع أفراد مدخولها؛ وقال بعضهم بالأول؛ لأنه یدل علی ماهیة الحمد مطلقاً من غیر انطباق علی جمیع الأفراد، ولأنه یفهم عند الإطلاق. والحمد: هو الثناء بالجمیل علی جهة التعظیم سواء تعلق بالنعمة أو بغیرها. والمراد من الثناء: الثناء باللسان، ومن الجمیل: الجمیل الاختیاري؛ فخرج بتقیید الثناء باللسان مع تعمیم المتعلق ’’الشكر‘‘؛ فإنه یكون بغیر اللسان أیضاً، ویكون خاصة بالنعمة لابغیرها، وخرج بتقیید الجمیل بالـ’’اختیاري‘‘ المدح؛ فإن المدح أعم للاختیاري وغیره، یقال: مدحت اللؤلؤ علیٰ صفائها، ولایقال: حمدتها؛ فالمدح أعم من الحمد؛ فإن الحمد مخصوص بالجمیل الاختیاري، والمدح یوجد في غیره كما مر في المثال. (المرآت للمرقات) وقیل: لافرق بینهما بتخصیص الحمد بـ’’الاختیاري‘‘ وتعمیم المدح ’’غیر الاختیاري‘‘؛ فإن الحمد أیضاً أعم غیر الاختیاري كما في قوله تعالیٰ : ﴿عَسٰی أنْ یَبْعَثَك رَبُّك مَقَاماً مَحْمُوْداً﴾ والحدیث المأثور: ’’وابعثه مقاماً محمودا الذي وعدته‘‘. والشكر: فعل ینبيء عن تعظیم المنعِم بسبب إنعامه، سواء كان باللسان أو بالجنان أو بالأركان. فالنسبة بین الحمد والشكر عموم وخصوص من وجهٍ؛ فالحمد أخص بحسب المورد [لأنهٗ یكون باللسان] وأعم بحسب المتعلَّق، [لأنهٗ یتعلق بالنعمة وغیرها] والشكر أخص بحسب المتعلق وأعم بحسب المورد؛ فعلیٰ هذا: المواد التي یتحقق العموم والخصوص من وجهٍ بینهما ثلٰثة؛ لأنه [ا] إذا كان الثناء باللسان في مقابلة الإحسان یتحقق الحمد والشكر، فهٰذا مادة الاجتماع، [۲] وإذا كان الثناء بالعلم والشجاعة فیصدق الحمد دون الشكر، وهٰذه مادة الافتراق من جهة؛ [۳] وإذا كان