المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
وَاحِدا(١) أوْ یَكُوْن كَثِیْرا؛ وَالَّذِيْ لَهٗ مَعْنی وَاحِد عَلیٰ ثَلاثَة أضْرُب: لِأنَّه لاَیَخْلُوْ إِمَّا: أنْ یَّكُوْن ذٰلِك الْمَعْنی مُتَعَیَّنا مُشَخَّصاً(٢) أوْ لَمْ یَكُنْ؛ وَالْأوَّل یُسَمّٰی ’’عَلَماً‘‘ كَـ’’زَیْد‘‘، وَ’’هٰذَا‘‘ وَ’’هُوَ‘‘؛ وَالأوْلیٰ(٣) أنْ یُسَمّٰی هٰذَا الْقِسْم بِـ’’الْجُزْئِيّ الْحَقِیْقِيِّ‘‘؛ وَالثَّانِيْ أيْ: مَا لاَیَكُوْنُ مَعْنَاه الْوَاحِد مُشَخَّصا؛ بَلْ یَكُوْن لَه أفْرَادٌ كَثِیْرَةٌ، هُوَضَرْبَان: أحَدهُمَا: أنْ یَكُوْنَ صِدْق ذٰلِكَ الْمَعْنیٰ عَلیٰ سَائِر أفْرَاده عَلیٰ سَبِیْل الاِسْتِوَاء مِنْ غَیْر أنْ یَّتَفَاوَت بِأوَّلِیَّة(٤)أوْ أوْلَوِیَّة(٥)أوْ أشَدِّیَّة(٦)أوْ والحقیقة والمجاز فهو ’’مطلق المفرد‘‘ اسماً كان أو كلمةً أو أداةً، وهو المشهور؛ وقال محب الله البهاري: إن المجاز بالذات إنما هو في الاسم، وأما الفعل وسائر المشتقات والأداة فإنما یوجد فیها بالتبعیة. وفي هٰذا المقام تحقیق وتفصیل لایتحمله المقام.(المرآت) (١) قَولهٗ: (واحداً أو إلخ) الذي یكون معناه واحداً بحسب الوضع والاستعمال فله ثلٰثة أقسام: الجزئي، والمتواطي، والمشكك؛ وما كان معناه كثیرا فلهٗ أیضاً ثلٰثة أقسام: المشترك، والمنقول، والحقیقة والمجاز. فاعلم! أن أقسام تقسیم واحد لایجتمع أحدها مع الآخر، ویجتمع مع أقسام تقسیم آخر؛ فالجزئي لایجامع المتواطي والمشكك، ویجتمع مع المشترك والمنقول وغیرهما. فافهم! (المرآت) (٢) قَولهٗ: (متعینا مشخصاً) أي: بحسب الوضع بحیث لو تصَوّر بنفسه یمتنع عند العقل فرض صدقه علی الكثیر، فلایرد علیه: أنه یخرج منه الأعلام التي معانیها غیر مدركة بالحس، كـ’’الله وجبرئیل‘‘؛ فإنها تتصَوّر بوجوه كلیة. وحاصل الدفع: أنه لو تصَوّر علی الوجه الجزئي یمتنع فرض صدقه علی الكثیر، وهٰذا المعنی متحقق فیها.(المرآت) (٣) قَولهٗ: (والأولٰی) وجه الأولویة: أن الضمائر وأسماء الإشارات لیست بأعلام اصطلاحاً مع أنها داخلة في هٰذا القسم؛ لأن الوضع فیها وإن كان عاماً لٰكن الموضوع له خاص، لكونها موضوعة بوضع واحد لكل واحد من الجزئیات، فهناك وضع واحد عام لمعان كثیرة شخصیة. (المرآت) (٤) قَولهٗ: (بالأولیة) هي أن یكون ثبوت الكلي لبعض الأفراد علة لثبوته للبعض الآخر، كالوجود؛ فإن ثبوته لزید علة لثبوته لابنه عمرو.(المرآت)