المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَاقْتَصَرُوْا فِيْ بَیَانهَا عَلیٰ بَیَان حُدُوْد الصَّناعَات الْخَمْس، وَلاَأدْرِیْ أيُّ أمْر دَعَاهُمْ إِلیٰ ذٰلِكَ؟ وَأيّ بَاعِث أغْرَاهُمْ هُنَالِكَ؟ وَلاَبُدَّ لِلْفَطِنِ اللَّبِیْب أنْ یَهْتَمّ فِيْ هٰذِهِ الْمَبَاحِث الْجَلِیْلَة الشَّان، الْبَاهِرَة الْبُرْهَان، غَایَةَ الاهتِمَام، وَیَطْلُبَ ذٰلِك الْمَطْلَب الْعَظِیْم وَالْمَقْصِد الْفَخِیْم مِنْ كُتُب الْقُدَمَاء الْمَهَرَةِ، وَزُبُر الْأقْدَمِیْن السَّحَرَة(١)؛ فَعَلَیْكَ أیُّهَا الْوَلَد الْعَزِیْز! أنْ تَسْمَعَ نَصِیْحَتِيْ، وَلاَتَنْسَ وَصِیَّتِي، وَإِنَّمَا ألْقِيْ عَلَیْكَ نَبْذاً مِمَّا یَتَعَلَّق بِهٰذِهِ الصَّنَاعَات، مُتَوَكِّلا عَلیٰ كَافِي الْمُهِمَّات، فَاسْتَمِعْ! أنَّ الْقِیَاس بِاعْتِبَار الْمَادَّة(٢)یَنْقَسِم(٣)إِلیٰ خَمْسَة أقْسَام(٤)،وَیُقَال لَهَا ’’الصَّنَاعَات الْخَمْسَة‘‘: أحَدُهَا: البُرْهَانِيُّ، وَالثَّانِيْ: الجَدَلِي، وَالثَّالِث: العلامة الشیرازي في شرح ’’حكمة الإشراق‘‘.(مرآت) (٣) قَولهٗ: (ورفضوا أمر المادة إلخ) اعلم! أن بعضهم حذفوا ذكر البعض من الصناعات الخمس رأساً، كالجدل، والخطابة، والشعر، وأورد البعضَ تبركاً كالبرهان، والمغالطة؛ وبعضهم اقتصروا في بیانها علی حدود الصناعات الخمس.(مرآت) (١) قوله: (السَّحَرة) جمع ساحرٍ من السحر بمعنیٰ: دانستن. مفتي كلیم الدین الكتكي (٢) قولهٗ: (المادة) مادة القِیَاس هي المقدمات، فإن كانت صادقة یقینیة كانت النتائج صادقة یقینیة، وإن كانت كاذبة لم ینتج الصادقة، وإن كانت ظنیة لم ینتج الیقینیة. (٣) قَولهٗ: (ینقسم) اعلم! أن القِیَاس ینقسم باعتبار مادته إلی قسمین رئیسین: الأول قِیَاس یقیني أو برهاني؛ والثاني قِیَاس غیر یقیني أو غیر برهاني؛ ثم ان النوع الثاني -الذي لایفید الیقین- ینقسم إلی أربعة أقسام : قِیَاس جدلي، قِیَاس خطابي، قِیَاس شعري وقِیَاس سوفسطائي. (المنطق القدیم) محمد إلیاس الصناعات الخمسة (٤) قَولهٗ: (خمسة أقسام إلخ) ووجه الضبط في ذٰلك: هو أن القیاس إما أن یفید الیقین الجازم المطابق للواقع فهو ’’البرهان‘‘، أو یفید الیقین علیٰ وجه الشهرة والتسلیم فهو ’’الجدل‘‘، أو یفید الظن فهي ’’الخطابة‘‘؛ أو التخیل والتأثیر فهو الشعر، أو یفید الیقین الكاذب فهو ’’السفسطة‘‘. (تسهیل المنطق)