المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
إِلیٰ قِیَاسَیْن: أحَدهُمَا: اقتِرَانِيٌّ شَرْطِيٌّ مُرَكَّب مِنَ الْمُتَّصِلَتَیْن، وَثَانِیْهِمَا: بل ربما یحتاج الأمر إلیٰ أكثر من قیاس بسیط یتركب من أكثر من قضیتین بحیث ینتج مقدمتان منها نتیجة، وهي مع المقدمة الأخریٰ ینتج نتیجة أخریٰ، وهلم جرا إلیٰ أن یحصل المطلوب؛ فیكون هناك قیاسات مركبة محصلة للمطلوب، فهٰذا هو ’’قیاس مركب‘‘. والقیاس المركب علیٰ نوعین: قیاس مركب موصول النتائج، وقیاس مركب مفصول النتائج. قیاس موصول النتائج: هو القیاس المركب (أي: الذي یتركب من أكثر من مقدمتین) الذي ینحل إلیٰ أكثر من قیاس، كل قضیتین لهما نتیجة، ثم نأخذ نتیجة القیاس الأول ونضم إلیها مقدمة كبریٰ، فیصیر لدینا قیاس آخر، لهٗ نتیجة ثانیة، ومثالهٗ: محمد مجتهد (الصغریٰ) وكل مجتهد ناجح(الكبریٰ)؛ فمحمد ناجح (النتیجة)؛ فهٰذا قیاس بسیط، ونتیجتهٗ: ’’محمد ناجح‘‘، ثم نأخذ هٰذه النتیجة فنجعلها صغریٰ في قیاس جدید، ونضم إلیها كبریٰ؛ فیصبح لدینا قیاس آخر، مثل: محمد ناجح (الصغریٰ) وكل ناجح محبوب (الكبریٰ)؛ فمحمد محبوب (النتیجة)؛ ثم نكرر مرة ثانیة فنقول: محمد محبوب (الصغریٰ) وكل محبوب سعید (الكبریٰ)؛ فمحمد سعید (النتیجة). فهٰذا قیاس مركب من مقدمات كثیرة؛ لٰكن كل مقدمتین تذكر بعدهما نتیجة تلك القیاس. وهٰذا النوع من القیاس المركب یسمی ’’قیاسا موصول النتائج‘‘، وذٰلك لوصل كل قیاس ونتیجة؛ لٰكن هناك نوعاً آخر من القیاس المركب؛ وإنما تذكر قضایا الأقیسة متتالیة، ولاتذكر النتائج الوسیطة؛ بل تذكر النتیجة النهائیة فقط، وذٰلك كما لو قلنا في المثال السابق: محمد مجتهد (المقدمة الأولیٰ) وكل مجتهد ناجح (الثانیة)، وكل ناجح محبوب (الثالثة) وكل محبوب سعید (الرابعة)؛ فمحمد سعید (النتیجة). فهٰذا قیاس مركب ذكر فیه قضایا كثیرة، كل واحد منها مقدمة في قیاس واحد مركب، ولم تذكر نتیجة كل مقدمتین بعدهما مباشرة؛ بل ذكرت النتیجة الحاصلة من المقدمات جمیعا في آخر القیاس المركب. (المنطق القدیم: ۲۴۷)محمد إلیاس (٤) قَولهٗ: (وقِیَاس الخلف) اعلم أولا: أن ’’القیاس الخلف هو: قیاس یقصد به إثبات المطلوب بإبطال نقیضه‘‘، وذٰلك تحقیقا للبدیهیة التي تقول: إن الحق لایخرج عن الشيء ونقیضه، فإذا أبطلنا نقیض الشيء أثبتنا حینئذٍ حقیَّة الشيء، وهٰذه الحقیقة أیضاً ترجع إلَی البدیهیة التي تقول: النقیضان لایجتمعان ولایرتفعان. الملحوظة: وإنما سمي ’’خلفا‘‘ أي باطلا، لا لأنهٗ باطل في نفسه؛ بل لأنهٗ ینتج الباطل علیٰ تقدیر عدم حقیَّة المطلوب. واعلم ثانیا: أن قیاس الخلف یرجع إلیٰ قیاسین وینحل إلیهما: