المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
تِلْكَ الْقَضَایَا(١)، فَإِنْ كَانَ النَّتِیْجَة أوْ نَقِیْضهَا مَذْكُوْرا(٢) فِیْه یُسَمّٰی ’’اسْتِثْنَائِیًّا‘‘، كَقَوْلنَا: ’’إِنْ كَانَ زَیْد إِنْسَانا كَانَ حَیَوَانا؛ لٰكِنَّه إِنْسَان‘‘ یُنْتِجُ: ’’فَهُوَ حَیَوَان‘‘، ’’وَإِنْ كَانَ زَیْدٌ حِمَارا كَانَ نَاهِقا؛ لٰكِنَّه لَیْسَ بِنَاهِق‘‘ یُنْتِجُ: ’’أنَّه لَیْسَ بِحِمَار‘‘(٣). مساوٍ لزید؛ فمحمد مساوٍ لزید؛ فنحن نری أن محمول الأولیٰ هو ’’مساوٍ لعمرو‘‘ ومتعلَّقها الذي هو ’’لعمرو‘‘ هو موضوع المقدمة الثانیة. فهٰذا القیاس لاتصدر عنه النتیجة لذات المقدمتین؛ بل لقضیة أخریٰ، تقول: ’’مساوي المساوي لشيء مساوٍ لذٰلك الشيء‘‘؛ فهٰذه هي المقدمة الأجنبیة التي یبنی علیها قیاس المساواة، وهي قضیة صادقة، فینتج عنها نتیجة صادقة. ومثال الكاذبة: العشرة نصف العشرین، والعشرون نصف الأربعین، فالنتیجة: ’’العشرة نصف الأربعین‘‘؛ وهٰذه نتیجة كاذبة؛ لأنها بنیت علیٰ قاعدة تقول: ’’نصف نصف الشيء نصفٌ لذٰلك الشيء‘‘ وهٰذه قضیة كاذبة؛ فإن نصف النصف لیس نصفاً، وإنما هو ربع؛ وإذا كذبت القضیة الأجنبیة كذبت النتیجة. فافهم(المنطق القدیم)محمد إلیاس (١) قوله: (بعد تسلیم تلك القضایا) أي: شرط لزوم النتیجة عن المقدمتین أن یسلم الخصم بصدقهما، فإذا سلم بصدقهما لزمت النتیجة منهما، والتزم الخصم بهٰذه النتیجة. الملحوظة: أن تسلیم الخصم بصدق المقدمتین لایعتبر دلیلا علی صدقهما من حیث الواقع، لأنه قد یسلم الخصم بصدق قضیتین كاذبتین، نحو: ’’كل إنسان جسم‘‘ صادق، و’’كل جسم جماد‘‘ كاذب؛ فالنتیجة: ’’كل إنسان جماد‘‘ أیضا كاذبة، وإن سلم بها الخصم. (المنطق القدیم) (٢) قوله: (مذكورا فیه) أي: تذكر فیه النتیجة أو نقیضها بصورتها وهیئتها. (المنطق القدیم) الملحوظة: لایصح الاعتراض علی هٰذا القِیَاس بأن فیه مصادرة علی المطلوب، وهي: ذكرُ النتیجة في المقدمتین أو إحداهما؛ لأن النتیجة رغم وجودها بمادتها وهیئتها في القِیَاس إلا أنه خالیة عن الحكم؛ لأنها ذكرت باعتبارها جزءً ا من القِیَاس، فهي ممهّدة للنتیجة، ولیست في حقیقتها نتیجة؛ ولأن النتیجة: قضیة قائمة بذاتها، وفیها الحكم المأخوذ من القِیَاس؛ أما مادة النتیجة وصورتها في القِیَاس فهي جزء منه، ولیست مستقلة عنه ولا قائمة بنفسها. (المنطق القدیم) (٣) قولهٗ: (أنه لیس بحمار) نتیجة سالبة شخصیة، ونتیجة الموجبة الشخصیة مذكور في القیاس، وهو قولهٗ ’’إن كان زید حماراً‘‘.