المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَإِنْ حُكِمَ بِالتَّنَافِيْ وَسَلْبه كِذْبا فَقَطْ كَانَتْ ’’مَانِعَة الْخُلُوّ‘‘(١)، كَقَوْل الْقَائِلِ: إِمَّا أنْ یَّكُوْن زَیْد فِي الْبَحْر، أوْ لاَیَغْرَق، فَارْتِفَاعهُمَا(٢) بِأنْ لاَّیَكُوْنَ زَیْد فِي الْبَحْر وَیَغْرَق مُحَال، وَلَیْسَ اجتِمَاعهُمَا مُحَالاً بِأنْ یختلف- حیث تكون القضیة غیر مانعة للجمع، أي: یمكن الجمع بین طرفیها علی عكس الموجبة، نحو: لیس ألبتة إما أن یكون الإنسان مصریا أو شاعراً؛ فهٰذه لیست مانعة جمع لجواز أن یكون الإنسان مصریا وشاعرا معاً. (المنطق القدیم: ۱۶۸) (١) قَولهٗ: (مانعة الخلو إلخ) لأن خلو القضیة من الطرفین محال؛ فهما لایرتفعان أبداً، ویمكن أن یجتمعا؛ وقد تتركّب عن أكثر من جزئین، نحو: هٰذا الشيء إما أن یكون لاإنسانا، أولافرساً، أوْلاحماراً. محمد إلیاس (٢) قوله: (إما أن یكون زید في البحر أو لایغرق) هٰهنا أربعة احتمالات: الأول: كون زید في البَرِّ وأن یغرق، والثاني: كونه في البرّ وألَّا یغرق، والثالث: كونه في البحر وأن یغرق، والرابع: كونه في البحر وألَّا یغرق؛ فالأول باطل، والبواقي حق.(شرح إیساغوجي) (٢) قوله: (فارتفاعهما) فارتفاع الطرف الأول ’’في البحر‘‘ ’’لیس في البحر‘‘، وارتفاع الطرف الثاني ’’لایغرق‘‘ ’’یغرق‘‘؛ وارتفاع الطرفین سیكون ’’لیس في البحر، ویغرق‘‘، وهٰذا مستحیل -أي: خلوُّ القضیة من الطرفین محال-؛ ولذٰلك سمیت ’’مانعة الخلو‘‘. فعلم أنهما لایرتفعان ولٰكن قد یجتمعان، وذٰلك إنما یحدث إذا تركبت القضیة من الشيء والأعم من نقیضه، مثل: هٰذا الشيء إما غیر أبیض أو غیر أسود؛ فإن نقیض غیر الأبیض أبیض؛ أما غیر الأسود فلیس الأبیض فقط؛ بل یشمل الأصفر والأحمر والأبیض؛ فغیر الأسود أعم من نقیض غیر الأبیض، وهو الأبیض. وأما مثال السالبة: لیس ألبتة إما أن یكون هٰذا الشيء غیر أبیض أو غیر أسود؛ فإنه یمكن هنا رفع الطرفین -أي: خلو القضیة من الطرفین- بأن یكون الشيء أحمر مثلا، فهٰهنا یكون غیر أبیض وغیر أسود؛ فتخلو القضیة من الطرفین، فلا تكون مانعة الخلو، وهٰذا في السلب. (المنطق القدیم: ۹،۱۶۸) ملخصا الملحوظة: اعلم! أن تعریفات القضایا بجمیع أقسامها إنما یصدق في حال كون القضیة موجبة، وینتفي صدق التعریف حال كون القضیة سالبة؛ لأن السلب جاء لیسلب التعریف المذكور؛ وهٰذا هو المراد بنفي التنافي -أي: بنفي ماذكر في التعریف- من العناد أو التنافي. (المنطق القدیم: ۱۷۰)