المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
لِأنّ الْجُزْء لاَیُتَصَوَّر بِدُوْن الْكُلّ، وَكَذَا اللاَّزِم بِدُوْن الْمَلْزُوْم، وَالتَّابِعُ لاَیُوْجَد بِدُوْن الْمَتْبُوْع؛ وَالْمُطَابَقَة قَدْ تُوْجَد(١)بِدُوْنِهِمَا، لِجَوَاز أنْ یُّوْضَع اللَّفْظ لِمَعْنیً بَسِیْط لاَجُزْء لَه وَلاَلاَزِم لَه. فَإِنْ قُلْت(٢): لاَنُسَلِّم أنْ یُوْجَد مَعْنًی لاَ لاَزِمَ لَه، فَإِنَّ لِكُل مَعْنیً لاَزِما البَتَّة، وَأقَلُّه أنَّه ’’لَیْسَ غَیْرَه‘‘؟ قُلْنَا: المُرَاد(٣) بِاللاَّزِم هُوَ اللاَّزِم الْبَیِّن الَّذِي یَنْتَقِل الذِّهْن مِنَ الْمَلْزُوْم ضمن فهم الكل، والالتزام: عن فهم اللازم بتبعیة فهم الملزوم؛ فصار التضمن والالتزام مستلزمین عندهم علیٰ سبیل التحقیق. كذا قاله العلامة بلیاوي (ضیاء النجوم: ۳۴) (١) قَولهٗ: (قد توجد إلخ) أي: لایلزم التضمن والالتزام للمطابقة، أما الأول؛ فلجواز أن یكون لشيء معنی مطابقي بسیط لاجزء له، كالواجب تعالیٰ والعقول المجردة؛ وأما الثاني، فلأنَّا نعقل كثیراً من المعاني مع الغفلة عن غیرها. اعلم! أن المصنفؒ لم یتعرض لبیان النسبة بین التضمنیة والالتزامیة، فأقول: إنه لالزوم بینهما؛ فإن المعاني البسیطة قد یوجد لها لازم ذهني، فوجد الالتزام بدون التضمن، والمعاني المركبة قد لایوجد لها لازم ذهني؛ فتحقق التضمن بدون الالتزام. فاحفظ(المرآت) (٢) قَولهٗ: (فإن قلت إلخ) هٰذا اعتراض الإمام علی اِدّعائهم: ’’وجود المطابقة بدون الالتزام‘‘، ومنشأ اعتراضه: أخذ اللازم البین بالمعنی الأعم في تعریف الدلالة الالتزامیة؛ مع أن المراد عندهم في الدلالة الالتزامیة اللازم البین بالمعنی الأخص، كما علم في ضمن الفصل السابق.(المرآت)بزیادة محمد الیاس (٣) قَولهٗ: (قلنا: المراد إلخ) یرید أن المعتبر في دلالة الالتزام هو ’’اللازم البین بالمعنی الأخص‘‘، وكون الشيء ’’لیس غیره‘‘ لیس من أفراد هٰذا المعنی؛ فإنا كثیراً مَّا نتصَوُّر المعاني ولایخطر ببالنا معنی الغیر، فضلاً عن كونه لیس غیره؛ أقول: ومدار هٰذا الجواب إنما هو اعتبار اللزوم البین بالمعنی الأخص في التعریف، ولاأدري أيّ ضرورة دعتهم إلی هٰذا الاعتبار، وأيّ باعث بعثهم علی هٰذا التقیید في اللازم المعتبر في الدلالة الالتزامیة، مع أنه لایكاد یوجد في صحف الأقدمین منهم لهٰذا التقیید خبر ولا أثر؛ بل تمثیلهم بـ: قابل العلم وصنعةِ الكتابة، -كما هو مصرح في كتب كبرائهم من ابن سینا وأمثاله- یدلك دلالةً