المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَالْجِدُّ فِیْه لَغْواً؛ وَغَایَة عِلْم الْمِیْزَان: الإصَابَة فِي الْفِكْر، وَحِفْظ الرَّأْي عَنِ الْخَطَأ فِي النَّظَر. هي ’’الحیثیة التقییدیة‘‘، وهي: تغیر ذات المحیث وأحكامها، نحو: الإنسان من حیث إنهٗ كاتب متحرك الأصابع؛ والثالثة هي ’’الحیثیة التعلیلیة‘‘، وهي: تغیر الأحكام للمحیث دون ذاته، نحو: زیدٌ -من حیث إنهٗ عالم- مكرم. (محمد إلیاس) (٢) قَولهٗ: (وصناعة) یحتمل أن یكون عطف الصناعة علی العلم تفسیریاً؛ إذ إطلاق الصناعة بمعنی العلم متعارف فیما بینهم، یقال: صناعة المیزان وصناعة البرهان.(المرآت) (٣) قَولهٗ: (غایة) أي: مغایرة له، خارجة عنه، والغایة متقدمة في التصَوُّر علی تحصیل ذي الغایة؛ لأن تحصیله فعل اختیاري، فلابد أن یكون مسبوقاً بتصَوُّر الغایة؛ فمن حق كل طالب لعلم أن یعلم الغایة المرتبة علیه المقصودة منه، وأن یقصد ترتبها علیه؛ وإلا لكان طلبه عبثاً بلافائدة، والجد فیه لغواً بلاعائدة. ولما كان غایة علم المیزان: الإصابة في الفكر وحفظ الرأي عن الخطأ في النظر، فمن أراد الشروع فیه علی وجه البصیرة فلابد من أن یعلم: أنه علم بقوانین تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر؛ فإن من علمه بهٰذا الوجه؛ فإنه یعلم غایته ویقصد بترتبها علیه.(المرآت)