المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
اللُّبَاب، فَجَاءَتِ الْحَاجَة فِيْ ذٰلِكَ إِلیٰ قَانُوْن(١)عَاصِم عَنِ الْخَطَأ فِي الْفِكْر، یُبَیَّنُ فِیْهِ طُرُق اكْتِسَاب الْمَجْهُوْلاَت عَنِ الْمَعْلُوْمَات؛ وَهٰذَا الْقَانُوْن هُوَ ’’الْمَنْطِق(٢)وَالْمِیْزَان‘‘. أمَّا تَسْمِیَتهٗ بـ’’الْمَنْطِق‘‘(٣) فَلِتَأْثِیْره فِي النُّطْق الظَّاهِرِيّ أعْنِي: التَّكَلُّم، (١) قَولهٗ: (قانون إلخ) القانون: لفظ یوناني أو سُریاني موضوع في الأصل لمِسطر الكتاب؛ وفي الاصطلاح: أمر كلي ینطبق علی جمیع جزئیاته لیتعرف أحكامها منه، كقول النحاة: الفاعل مرفوع؛ فإنه أمر كلي منطبق علی جمیع جزئیاته، یتعرف أحكام جزئیاته منه، عند التصرف الزائد في هٰذا الأمر الكلي؛ والتصرف الزائد: أن یجعل موضوع القاعدة الكلیة محمول أمر جزئي ویجعل الصغریٰ، والقاعدة الكلیة یجعل الكبریٰ، كقول النحاة: ’’كل فاعل مرفوع‘‘، فهي قاعدة كلیة منطبقة علیٰ جزئیاته، ومنها: ’’زید‘‘ في قولك: ’’نصر زید‘‘، فیقال في هٰذا المثال: زید فاعل (الصغریٰ)، وكل فاعل مرفوع (الكبریٰ)، فزید مرفوع (هي النتیجة).محمد الیاس (٢) قَولهٗ: (المنطق) اعلم! أن لكل مركب علل أربع: علة مادیة، وعلة صوریة، وعلة فاعلیة، وعلة غائیة، كالسریر مثلاً؛ فإن قِطع الخشب له علة مادیة، والهیئة الحاصلة المجتمعة من قطع الخشب وغیرها علة صوریة، والنجار علیة فاعلیة، والجلوس علیها مثلاً علة غائیة؛ فكذا المنطق له علل أربع: علة مادیة: هي مسائلها التصَوُّریة والتصدیقیة بموادها وصورها. وعلة صوریة: هي الهیئة الاجتماعیة الحاصلة من اجتماعها باشتراكها في البحث الإیصالي. وعلة الفاعلیة: هي في الظاهر ’’ارسطاطالیس‘‘، وفي النظر المتوسط ’’الحكیم‘‘ المتقدم علی جمیع الحكماء، العالمُ بقواعده المخترع لها؛ وفي نظر التحقیق الدقیق هو ’’الباري‘‘ جلت أسماؤه وتعالت كبریاؤه. وعلة غائیة: هي عصمة القوة المفكرة العاقلة عن الخطایا التي تعتریها كثیراً من جهة الغلط والفساد في المواد الفكریة أو صورها أو كلیتهما. والمصنفؒ قد ذكر بعضها علی حسب ما اقتضاه المقام.(المرآت) (٣) قَولهٗ: (تسمیته بالمنطق) ’’المنطق‘‘ إما مصدر میمي بمعنی النطق، أطلق علی هٰذا الفن مبالغة في مدخلیته في تكمیل النطق، وإما اسم مكان كأنّ هٰذا العلم محلّ النطق ومظهره؛ ورسموه بأنه اٰلة قانونیة تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر.(المرآت)