المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
كَانَتِ الشَّمْسُ طَالِعَة كَانَ النَّهَار مَوْجُوْدا؛ لٰكِنَّ الشَّمْس طَالِعَة‘‘ یُنْتِجُ: ’’فَالنَّهَار مَوْجُوْد‘‘؛ لٰكِنَّ النَّهَار لَیْسَ بِمَوْجُوْد(١)، یُنْتِجُ: ’’فَالشَّمْس لَیْسَت بِطَالِعَة‘‘. وَإِنْ كَانَتْ مُنْفَصِلَة حَقِیْقِیَّة فَاستِثْنَاء عَیْن أحَدِهِمَا(٢) یُنْتِجُ نَقِیْض الْآخَر، وَبِالْعَكْس؛ وَفِيْ مَانِعَة الْجَمْع یُنْتِجُ الْقِسْم الْأوَّل دُوْنَ الثَّانِيْ؛ وَفِيْ مَانِعَة الْخُلُوّ الْقِسْم الثَّانِي دُوْن الْأوَّل. -وهوالملزوم-؛ فلایلزم من عدم لللزوم عدم اللازم. (تسهیل) (١) قولهٗ: (لٰكن النهار لیس بموجود) اعلم أن القیاس الاستثنائي یتألف من مقدمتین: أولٰهما شرطیة، والأخریٰ استثنائیة؛ ولاتكون إلا حملیة. (تسهیل) الملحوظة: قولهٗ: (لٰكن إلخ) اعلم! أن لفظة ’’لٰكن‘‘ وضعت في اللغة للاستدراك؛ إلا أن المناطقة اعتبروها للاستثناء، وأطلقوا علیها ذٰلك من باب الاصطلاح المنطقي؛ وذٰلك للشبه بین الاستثناء والاستدراك. (المنطق القدیم: ۲۳۸) (٢) قَولهٗ: (فاستثناء عین أحدهما إلخ) القیاس الاستثنائي المؤلف من الشرطیات المنفصلة ومن الحملیة الاستثنائیة ینقسم إلیٰ ثلاثة أقسام بحسب أقسام الشرطیة المنفصلة: الأول: القیاس المؤلف من المنفصلة الحقیقیة -أي: مانعة جمع وخلوّ-، وضروبه أربعة كلها منتجة، وهي: استثناء عین كل من الطرفین ینتج نقیض الآخر للعناد بینهما في الوجود. واستثناء نقیض كل منهما ینتج عین الآخر للعناد بینهما في العدم، نحو: العدد إما زوج وإما فرد؛ لٰكنه زوج فلیس بفرد، ولٰكنه فرد فلیس بزوج؛ ولٰكنه لیس بزوج فهو فرد؛ ولٰكنه لیس بفرد فهو زوج. والثاني: القیاس المؤلف من المنفصلة مانعة الجمع المجوزة للخلو؛ والمنتج من ضروبه الأربعة اثنان فقط، وهما: استثناء عین المقدم أنتج نقیض التالي، واستثناء عین التالي ینتج نقیض المقدم للعناد بینهما في الوجود فقط، نحو: الجسم إما أبیض وإما أسود؛ لٰكنه أبیض فلیس أسود، ولٰكنه أسود فلیس أبیض. والثالث: القیاس المؤلف من المنفصلة مانعة الخلوّ المجوزة للجمع فكذٰلك المنتج من ضروبه اثنان فقط علی عكس مانعة الجمع، وهما: استثنا نقیض المقدم ینتج عین التالي، واستثناء نقیض التالي ینتج عین المقدم للعناد بینهما في العدم فقط، نحو: الجسم إما أبیض وإما لاأسود؛ لٰكنه أبیض فهو لاأسود، ولٰكنه أسود فهو لاأبیض. (تسهیل المنطق:۵۳)