المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَنَقِیْض الْجُزْء الثَّانِيْ أوَّلاً مَعَ بَقَاء الصِّدْق وَالْكَیْف. هٰذَا أسْلُوْب الْمُتَقَدِّمِیْن. فَتَنْعَكِس الْمُوْجِبَة الْكُلِّیَّة(١)بِهٰذَا الْعَكْس كَنَفْسهَا، كَقَوْلنَا:’’كُلُّ إِنْسَان حَیَوَان‘‘ یَنْعَكِس إِلیٰ قَوْلنَا: ’’كُلُّ لاَحَیَوَان لاَإِنْسَان‘‘. وَالْمُوْجِبَة الْجُزْئِیَّة لاَتَنْعَكِس بِهٰذَا الْعَكْس؛ لِأنَّ قَوْلنَا: ’’بَعْض الْحَیَوَان لاَإِنْسَان‘‘ صَادِق، وَعَكْسه أعْنِي:’’بَعْضُ الإنْسَان لاَحَیَوَان‘‘ كَاذِب. وَالسَّالِبَة الْكُلِّیَّة تَنْعَكِس إِلیٰ سَالِبَة جُزْئِیَّة، تَقُوْل: ’’لاَشَيْءَ مِنَ الإنْسَان بِفَرَس‘‘ وَتَقُوْل فِيْ عَكْسهٖ بِهٰذَا الْعَكْس: ’’بَعْضُ اللاَّفَرَس هو: لا شيء من لا حیوان بإنسان.محمد إلیاس (٣) قَولهٗ: (هو جعل نقیض الجزء الأول إلخ) فقالوا: عكس النقیض عبارة عن جعل نقیض الجزء الثاني أولاً، وعین الأول ثانیاً مع بقاء الصدق ومخالفة الكیف، مثالهٗ: ’’كل إنسان حیوان‘‘، وعكس النقیض: ’’لاشيء من اللاحیوان إنسان‘‘. أما تسمیته بـ’’عكس النقیض‘‘ فعلی تعریف القدماء ظاهر؛ لأنا أخذنا نقیض الطرفین، وعكسناهما علی النَّمَط المذكور؛ وأما علی تعریف المتأخرین فبالنظر إلی الجزء الثاني من الأصل؛ لأنا أخذنا نقیضه وعكسناه.(المرآت)بتغییر (١) قَولهٗ: (فتنعكس الموجبة إلخ) اعلم! أن حكم الموجبات في عكس النقیض حكم السوالب في العكس المستوي؛ حتّٰی أن الموجبة الكلیة هٰهنا تنعكس موجبةً كلیة، والجزئیةُ لاتنعكس مطلقاً، والسالبة كلیةً كانت أو جزئیة تنعكس جزئیة. ثم اعلم! أن هٰذا الحكم والذي سیجيء بعده إنما هو في عكس النقیض علی رأي المتقدمین لا المتأخرین، وإنما لم یذكر عكس النقیض المعتبر عند المتأخرین، إما: لأن عكس النقیض بالمعنی الذي ذكره المتأخرون غیر مستعمل في العلوم علی ما صرح به السید العلامة في حواشیه، وإما لأن حكم القضایا في عكس النقیض المعتبر عند المتأخرین لیس كحكمها في المستوي، فلو شرع فیه لاحتاج إلی تطویل الكلام.(المرآت)