المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
لاَتُتَصَوَّر هٰهُنَا. ثُمَّ التَّقَادِیْر(١) فِي الشَّرْطِیَّة بِمَنْزِلَة الْأفْرَاد فِي الْحَمْلِیَّة، فَإِنْ كَانَ الْحُكْم عَلیٰ تَقْدِیْر مُعَیَّن وَوَضْعٍ خَاصّ سُمِّیَتِ الشَّرْطِیَّة ’’شَخْصِیَّة‘‘، كَقَوْلِنَا: إِنْ جِئْتَنِي الْیَوْمَ أكْرِمْكَ(٢). وَإِنْ كَانَ الْحُكْم عَلیٰ جَمِیْع تَقَادِیْر الْمُقَدَّم سُمِّیَت ’’كُلِّیَّة‘‘، نَحْو: كُلَّمَا كَانَتِ الشَّمْس(٣) طَالِعَة كَانَ النَّهَارُ مَوْجُوْدا. الموضوع من حیث العموم، ولاتتصور فیها الأفراد؛ والشرطیة لایحكم فیها إلا بحسب التقادیر التي هي بمنزلة الأفراد في الحملیة، ولایحكم فیها علیٰ نفس ذات المقدم بقطع النظر عن التقادیر؛ وبالجملة! ما یحكم علیه في الشرطیة لایمكن أن یوخذ من حیث الإطلاق والعموم، أو من حیث هي هي، فلایتصَوُّر فیها الطبعیة والمهملة القدمائیة.(المرآت)بتغییر (١) قَولهٗ: (ثم التقادیر إلخ) اعلم! أن التقادیر هي الأمور الممكنة الاجتماع مع المقدم من الأوضاع والأزمنة والأحوال، وهي بمنزلة الأفراد للشرطیة؛ فإن كان الحكم علی المقدم مقیدا بزمن معین أو مكان محدد أو حال مخصوصة كانت القضیة شخصیة أو مخصوصة، وذٰلك مثل: ’’إن جئتني غدا أكرمتك‘‘، أو ’’إن حضرت إلی مدرستي لقیتك‘‘، أو ’’إن أزعجتني حال نومي أغضبتني‘‘. وإن كان الحكم علی المقدم في أحوال وأوضاع كثیرة؛ لٰكن لم ینصَّ علیٰ كلها أو بعضها، فهٰذه هي ’’الشرطیة المهملة‘‘، وذٰلك مثل: ’’إن كانت الشمس طالعة، فالنهار موجود‘‘. وإن كان الحكم علَی المقدم في أحوال وأوضاع كثیرة وقد نصّ علیها جمیعا، فهٰذه هي ’’القضیة الشرطیة الكلیة‘‘، وذٰلك مثل: ’’كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، كلما اجتهدت في دروسك كنت من الناجحین‘‘. وإن كان الحكم علَی المقدم مرتبطا بأحوال وأوضاع كثیرة وقد نص علیٰ بعضها، فهٰذه هي ’’الشرطیة الجزئیة‘‘، مثل: ’’قد یكون إذا كانت الشمس طالعة كان الجوّ حارا‘‘. (المنطق القدیم) (٢) قَولهٗ: (إن جئتني الیوم إلخ) فإن الحكم بلزوم الإكرام لیس إلا علی الوضع المعین من تلك الأوضاع، وهو المجییٔ الیوم، ومثال المنفصلة: هٰذا الشيء -علی تقدیر كونه عدداً -إما أن یكون زوجاً أو فرداً، فالحكم بالعناد فیها علی وضع معین، وهو تقدیر كون الشيء عدداً.(المرآت) (٣) قَولهٗ: (كلما كانت الشمس إلخ) فالحكم فیه بلزوم وجود النهار لطلوع الشمس ثابت علی جمیع التقادیر من الأزمان والأوضاع الممكنة الاجتماع مع المقدم.(المرآت)