شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
أعْنِي: الكلِّيَّ المَقُوْل عَلیٰ كثِیرِین مُتَّفقِین بالحَقِیقَة في جوابِ ’’ماهُوَ‘‘ یُسَمّٰی ’’نَوْعا منطقِیّا‘‘؛ ومعرُوضُه، كالإنسَان والفَرَس ’’نَوْعا طبْعِیّا‘‘۱؛ ومَجمُوْع العَارِض والمَعْرُوض، كـالإنسَان النَّوْع ’’نوْعا عقْلِیاً‘‘۔. وعَلیٰ هٰذا فقِسِ البَواقِيَ؛ بل الاعتِبَارَات الثَّلاثة تَجْرِي في الجُزْئي أیْضاً۲؛ فإنَّا إذا قُلنا:’’زیدٌ جُزْئيٌّ‘‘ فمَفهوْم الجُزْئيِّ أعنِي مایَمتَنِع فرْضُ صِدقِه عَلیٰ كثِیریْن یُسَمّٰی ’’جُزْئِیّا منطقِیّا‘‘، ومَعرُوضه أعْنِي ’’زیداً‘‘ یُسَمّٰی جُزْئیّا طبْعِیًّا، والمَجمُوْع أعنِي ’’زیداً الجُزْئيَّ‘‘، یُسَمّٰی ’’جزئیّاً عقْلیّاً‘‘۳. قوْلهٗ (وَالحَقُّ أنَّ وُجُوْدَ الطَّبْعِيِّ بمَعْنیٰ وُجُوْدِ أَشْخَاصِهِ۴): لایَنبَغِي أنْ یُشَكَّ في ۱ قولهٗ: (نوعاً طبعیاً) فإن قیل: إنّ المعروض لكلِّ واحد من الأنواع الخمسة لاشكَّ في كونه معروضاً للكلیة، فهو ’’كلي طبعي‘‘، فإذا قلتم بِجَرَیَان الاعتبارات فیها لَزِم كونُ الشيء الواحد كلیاً طبعیاً ونَوْعاً طبعیاً وجنْساً طبعیاً و غیرَ ذلك.۔ قلتُ: إن المصداق وإن اتَّحَد؛ لٰكن لامضایقة فیه لاختلاف الحیثیة والاعتبار؛ فإنَّ الإنسان -مثلاً- من حیث أنه معروض لمفهوم الكلي كليٌّ طبعي، ومن حیث أنه معروض لمفهوم النوع نوعٌ طبعي -وكذا الحیوان-، وباعتبار أنه عرض له الكلیة كليٌّ طبعيٌّ، وهٰكذا. (سل ملخصاً) ۲قولهٗ: (تجري في الجزئي أیضاً) أقول: فیه نظر؛ إذ لو أُجْرِی الاعتباراتُ المذكورة في الجزئي لكان معنی الجزئي المنطقي أنه یبحَثُ المنطقي عنه، والمنطقي لایبحث عن الجزئیَّات۔. وأیضاً ’’الطبیعة‘‘ لاتستعمل إلا في الكلیات، فلایصح قولنا: ’’جزئي طبعي‘‘.۔ فتدبر. (نور) ۳قولهٗ:(یسمّٰی جزئیًّا عقلیًّا) فیه أیضاً ضُعْف ظاهر؛ فإنّ الجزئیاتِ لاتُحَصَّل في العقل كما مرَّ، فالحق أن ارتكاب القول بجَرَیَان هذه الاعتبارات في الجزئیات قیاسا علی الكلیات، لایخلو عن تَمَحُّل۔.(سل) ۴ -۱ قولهٗ: (بمعنیٰ وجود أشخاصه) أي: بمعنیٰ أنّ في الخارج شیئاً یصدق علیه الماهیةُ التي إذا اعتُبِر عُرُوْض الكلیةِ لها كانت كلیاً طبعیًّا لزیدٍ وعمرٍو، وهٰذا ظاهر، وإلیه أشار الشیخ بقوله: ’’إن الطبیعةَ التي یعرِض الاشتراك بمعناها في العقل موجودةٌ في الخارج‘‘؛ وأما أن یكون الماهیة مع اتصافها بالكلیة واعتبارِ عُرُوْضِها لها موجودةً، فلا دلیل علیه؛ بل بَدَاهَة العقل حاكِمَة بأنّ الكلمة تُنافي الوجود الخارجي. (شمس) ۴ -۲قولهٗ:(بمعنیٰ وجودأشخاصه)الشَّخْص عندهم: عِبارة عن الطبعیة الكلیَّة المعروضَة للتشخُّص، بحیث یكون التشخُّصُ داخلاً، والتقیید به غیرُ داخل فیه، كما مرّ مِنّا تحقیقُه؛ فحینئذٍ یكون ’’الطبیعةُ والأشْخاص‘‘ متَّحِدَیْن بالذات، متغایِرَین بالاعتبار؛ وهٰذا معنی التوحید الحقیقي بین الفرد والطبیعة۔.