شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
فَصْلٌ اَلْاِسْتِثْنَائِيُّ یُنْتِجُ: مِنَ الْمُتَّصِلَةِ وَضْعُ الْمُقَدَّمِ، وَرَفْعُ التَّالِيْ۱؛ قَوْلهٗ (الاسْتِثْنَائِيُّ): القِیَاس الاسْتِثْنَائِي: هُوَ الذِيْ یَكُوْن النَّتِیْجَة فِیْه بِمَادَّتِه وَهَیْئَتِهِ؛ وَهٰذا یَتَرَكَّب۲مِنْ مُقَدَّمَة شَرْطِیَّة، وَمُقَدَّمَة حَمْلِیَّة یُسْتَثْنیٰ فِیْها عَیْن أحَدِ جُزْئَيِ الشَّرْطِیَّة، أوْ نَقِیْضُه؛ لیُنْتِج عَیْن الآخَرِ أو نَقِیْضَهُ.۔ فالاحْتِمَالات المُتَصَوَّرَة فِي إنْتَاج كُلِّ اسْتِثْنَائِيٍ أرْبَعَة: وَضْع كُلٍّ، وَرَفْع كلٍّ؛ لٰكِنَّ المُنْتِجَ فِي كلِّ قِسْم مِنْها شَيْء۳. وَتَفْصِیْلُه مَاأفَادَه المُصَنِّفؒ: ۱ قال الماتنؒ: (وضع المقدّم ورفع التالي) لٰكن وضع المقدّم ینتج وضع التالي، ورفع التالي ینتج رفع المقدّم؛ ولا عكس في شيء منهما، أي: لاینتج وضع التالي وضع المقدم، ولارفع المقدّم رفع التالي؛ لجواز كون التالي أعمَّ من المقدَّم، فلایلزم من وضع التالي وضع المقدم؛ إذ لایلزم من وجود الأعم وجود الأخص؛ وكذا لایلزم من رفع المقدّم رفع التالي؛ إذ لایلزم من عدم الأخص عدم الأعم؛ هٰذا في الاستثنائي الاتصالي.۔ وأما الاستثنائي الانفصالي، فهو إما: أن یتركب من منفصلة حقیقیة ووضع أحد الجزئین أو رفعه، وإما من منفصلة مانعة الجمع ووضع أحد الجزئین، وإما من منفصلة مانعة الخلو ورفع أحد الجزئین: فإن كان الأول فوضع كل واحد من الجزئین ینتج رفع الآخر، ورفع كل واحد من الجزئین ینتج وضع الآخر؛ وإن كان الثاني فوضع كل واحد من الجزئین ینتج رفع الآخر؛ وإن كان الثالث فرفع كل واحد من الجزئین ینتج وضع الآخر.۔ (عخ) ۲ قولهٗ: (وهٰذا یتركب من إلخ) إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود؛ لٰكنّ الشمس طالعة، فالأولیٰ شرطیة والثانیة حملیة، یُستثنیٰ فیها عین المقدّم، ولو قلنا: ’’لكن النهار لیس بموجود‘‘، فیستثنیٰ فیها نقیض التالي، فینتج في الأولیٰ عین التالي، وهو: ’’فالنهار موجود‘‘، وفي الثاني ینتج نقیض المقدم، وهو: ’’الشمس لیست بطالعة‘‘.۔(بن) ۳ قولهٗ: (المنتج في كل قسم منها شيء) أي: في وضع كلٍّ ینتج وضع المقدّم وفي رفع كل ینتج رفع التالي، وبالجملة! وضع المقدّم أوالتَّالي قسم واحد، ورفع التالي أو المقدّم قسم آخر؛ فالمنتج في الأوّل وضع المقدم فقط لا وضع التالي، وفي الثاني یُنتج رفع التالي فقط لارفع المقدم.۔(بن)