شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
فَصْلٌ: دَلالَةُ اللَّفْظِ عَلیٰ تَمَامِ مَا وُضِعَ لَهُٗ ’’مُطَابَقَةٌ‘‘، قوْلهٗ (دَلالَةُ اللَّفْظِ):قَدْ عَلِمتَ أنّ نَظْر المَنطِقي۱بالذَّات إنّما ھوَ في المُعرِّف والحُجَّة، وھمَا مِن قَبیْل المَعَاني لاالألفاظِ؛ إلا أنَّه كمَا یُتَعارَف ذِكْر الحَدّ۲ والغایَة والمَوضوْع فيْ صَدْر كتُب المَنطِق، لیُفیْد بَصیرَة في الشُّرُوع، كذٰلك یُتعَارَف إیْراد مَباحِث الألفَاظ بعدَ المُقدَّمة، لیُعیْن عَلَی الإفادَة والاسْتِفادة۳؛ وذٰلك: بأنْ یُبَیَّن مَعانِي الألفَاظ المُصْطلَحة المُستَعمَلة في مُحاوَرات أهْل هٰذا العِلم مِن: المُفرَد والمُرَكب، والكُلِّيّ والجُزْئي، والمُتَواطي والمُشَكك وغیرِھا؛ فالبَحْث عَنِ الألفاظ مِن حیْث الإفادَة والاسْتِفادة، وھمَا إنَّما تَكوْنان ۱ قولهٗ: (وقد علمتَ أن نظر المنطقي إلخ) حاصل ھٰذا الكلام السؤال والجواب، تقریرُ السوال: أن المنطقي إنما یبحث عن المُعرِّف والحجة، وھما من أقسام المعاني، فالموصِل لیس إلا المعاني دون الألفاظ، فإیراد مباحث الألفاظ في هٰذا الفن لامعنی له؛ لعَدَم كونه من وظائفه؟ وتقریرُ الجواب: أنّ إیراد ھذه المباحث في ھٰذا الفنّ لیس باعتبار أن المنطقي یَبحث عنھا؛ بل لیُعینَ علی الإفادة والاستفادة، كما أنّ إیراد ذكر ’’الأمور الثلٰثة‘‘ في المقدَّمة لإفادة البصیرة في الشروع.۔(سل) ۲ قولهٗ: (ذكر الحد) الصواب: ذكر’’الرسم‘‘، اللّٰهمَّ إلا أن یراد به الرَّسْم علیٰ ماھو مذھب أھل العَرَبیة، من إطلاق الحد علیٰ كل من الأقسام الأربعة من: ’’الحد، والرسم؛ التام، والناقِص‘‘ للمعرِّف. ۔(عن) الملحوظة: اعلم! أن في هٰذا المقام ثلاثة أمور مرتبة: الأول: أصل الشروع في العلم، وهو یتوقف علی تصوره بوجه مَّا، ككونه ’’عِلْمًا‘‘؛ والثاني: الشروع فیه علی بصیرة، وهو یتوقف علی تصوره بـ’’رسمه‘‘إن عرف بوحدة الغایة -كتعریف المصنفؒ-، أوبحده إن عرف بوحدة الموضوع؛ وعلیه فیعرف بأنه: علم یبحث فیه عن المعلوم التصوري والتصدیقي حیث یوصل إلی مجھول تصوري أو تصدیقي؛ والثالث: كون البصیرة تامة، فیزاد علیٰ تعریفه: ’’بیان الحاجة إلیه، وبیان موضوعه‘‘؛ فمن اكتفیٰ بھٰذا كفاه، ومن لم یكتف ذكرَ باقي المبادي العشرة المشهورة.۔ (حش) مس ۳ قولهٗ: (لیعین علی الإفادة والإستفادة إلخ) أي إیراد مباحث الألفاظ، ولم یَقُل: ’’لتوقُّف الإفادة والاستفادة علیٰ ذٰلك‘‘؛ لعدَم توقُّفِھما علیٰ إیرادھا بعد المقدَّمة؛ لِجَواز أن یُّعْلَم مباحث الألفاظ من كتاب آخر من العلم، نعم! أنھما مَوقوفتان علیٰ نفس مباحث الألفاظ؛ لٰكن علیٰ إیرادھا في ھٰذا الكتاب بعد مقدَّمة فلا!۔. (عن)