شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
فَصْلٌ عَكْسُ النَّقِیْضِ: تَبْدِیْلُ نَقِیْضَيِ الطَّرَفَیْنِ مَعَ بَقَاءِ الصِّدْقِ وَالْكَیْفِ؛ وَالمُنْتَشِرَة المُطْلَقَة، والمُطْلَقَة العَامَّة، وَالمُمْكِنَة العَامَّة مِنَ البَسَائِط؛ وَالوَقْتِیَّتان، وَالوُجُوْدِیَّتَان، وَالمُمْكِنَة الخَاصَّة مِنَ المُرَكَّبَات۔. قَوْلهٗ (بِالنَّقْضِ): أيْ بِدَلیْل التَّخَلُّف فيْ مَادَّة، بِمَعْنیٰ أنَّه یَصْدُق الأصْل فيْ مَادَّة بِدُوْن العَكْس، فَیُعْلَم بِذٰلك أنَّ العَكس غَیْرُ لازِم لهذَا الأصْل.۔ وَبَیَان التَّخَلُّف فيْ تِلكَ القَضَایا أنَّ أخَصَّها -وَهيَ الوَقْتِیَّة- قَدْ تَصْدُق بِدُوْن العَكْس؛ فإنَّه یَصْدُق ’’لاشَيْءَ مِنَ القَمَر بمُنْخَسِف وَقْتَ التَّرْبِیْع لادَائِماً‘‘ مَعَ كِذْب ’’بَعْض المُنْخَسِف لیْسَ بِقَمَر بالإمْكَان العَامِّ‘‘ لِصِدْق نَقِیْضِه، وَهوَ ’’كلُّ مُنْخَسِف قَمَر بالضَّرُورَة‘‘؛ وإذَا تَحَقَّق التَّخَلُّف وَعَدَم الانعِكَاس فيْ الأخَصِّ تَحَقَّقَ فيْ الأعَمِّ؛ إذِ العَكْس لازِم للقَضِیَّة، فلَوْ انْعَكَس الأعَمُّ كانَ العَكْسُ لازِماً للأعَمِّ، والأعَمُّ لازِم للأخَصِّ، وَلازِم اللازِم لازِمٌ؛ فَیَكوْنُ العَكْس لازِماً للأخَصِّ أیْضاً، وَقدْ بیَّنَّا عَدَم انعِكاسِه؛ هٰذا خُلْفٌ.۔ وَإنَّمَا اخْتَرْنا فيْ العَكْس الجُزْئِیَّةَ۱؛ لأنَّها أعَمُّ مِنَ الكُلِّیَّة، وَالمُمْكِنَةَ العَامَّة؛ فلایناقَش أن قوله:’’للبواقي‘‘لایكاد یصح؛ إذ الجزئیتان الخاصتان من السوالب تنعكسان. (بن) والاستدلال علیٰ عدم انعكاس السالبة الجزئیة في غیر الخاصّتین بما اشتهر عندهم مِن أن ما عداهما من قضایا أخصّ -بعضها الضروریة وبعضها الوقتیة-، والسالبة الجزئیة لاتنعكس منهما، لِصِدقَ قولنا: ’’بعض الحَیَوان لیس بإنسان بالضرورة‘‘ مع كذب قولنا: ’’بعض الإنسان لیس بحَیَوان بالإمكان العام‘‘ ضرورة أن كل إنسان حیوان بالضرورة، ولِصدقِ قولنا: ’’لیس بعض القمر منخسفاً بالضرورة وقت التربیع لادائماً‘‘ مع كذب قولنا: ’’لیس بعض المنخسف بقمر بالإمكان العامّ‘‘ ضرورة أن كل منخسف قمر بالضرورة، ومِن البیّن أن عدم انعكاس الأخص یستلزم عدم انعكاس الأعم مطلقا.۔ (بح) ۱ قولهٗ: (وإنما اخترنا في العكس الجزئیة) جواب سوال، وهو: أن العكس للسالبة الكلیة السالبةُ الكلیة، فعكس الوقتیة المذكورة لو أمكن كانت السالبة الكلیة الفعلیة، فلِمَ فرض الشارح الجزئیة دون الكلیَّة، ولِمَ فرض الممكنة دون الفعلیة؟۔