شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
مقد مة مُقَدَّمَةٌ: ۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔العِلْمُ إِنْ كانَ إِذْعَاناً لِلنِّسْبَةِ فَتَصْدِیْقٌ؛ وَإلاَّ فَتَصَوُّرٌ۔. قوْلهٗ (مُقَدَّمَةٌ۱): أي ھٰذه مُقدَّمَة بُیِّنَ فیھا أموْرٌ ثَلاثَة: رَسْم المَنطِق وبَیان ۱ قوله: (مقدمة) هي في الأصل صفة، ثم نقلت إلی الاسمیة بأن تجعل اسما للطائفة المتقدمة من الجیش، ثم نقلت منها إلی مقدمة الكتاب أو العلم علیٰ وجه المجاز إلیٰ ’’أول كل شيء‘‘؛ والتاء فیها للنقل من الوصفیة للاسمیة، بمعنیٰ: أن اللفظ لما صار اسما بغلبة الاستعمال بعد أن كان وصفا وصارت اسمیتُه فرعَ وصفیته، جعلت التاء علامة علیٰ هذه الفرعیة۔. اعلم! أن الطالب إذا تصور المبادي فلابد أن یكون علیٰ بصیرة في طلبه، وله خبرة في شروعه، كمن أراد سلوك طریق لم یشاھده؛ لٰكن عرف أماراتِه فھو علی بصیرة في سلوكه؛ ومن لم یتصور ھٰذه الأمور كلها أوبعضھا فإنه یكون في الشروع راجلا، وعلی العشواء راكبا. فاعلم! أن في ھٰذا المقام ثلاثة أمور: الأول ’’أصل الشروع في العلم‘‘، وهو یتوقف علی حده بوجهٍ مَّا ككونه عِلماً؛ والثاني ’’الشروع فیه علی بصیرة‘‘، وهو یتوقف علی تصوره برسمه أو علی حده؛ والثالث ’’كون البصیرة تامة‘‘، فیزاد علی تعریفه بیان الحاجة إلیه وبیان موضوعه؛ فمن اكتفیٰ بھٰذا كفاه، ومن لم یكتف ذكر باقي المبادیٔ العشرة المشھورة.۔ فإذا علمت ھٰذا، فاعلم! أن المقدمة لها إطلاقان: مقدمة العلم، ومقدمة الكتاب.۔ مقدمة العلم: ھي ما یتوقف علیه الشروع في مسائله (من المعاني المخصوصة)؛ أو الشروع علی وجه البصیرة.۔ مقدمة الكتاب: ھي طائفة من الكلام تذكر قبل الشروع في المقاصد لارتباطھا به ونفعھا فیه؛ سواء توقف علیه الشروع أم لا؛ فإن توقف علیه الشروع فھي مقدمة العلم أیضاً وإلا فلا.۔ والنسبة بین مقدمة العلم ومقدمة الكتاب ’’التباین‘‘؛ لأن الأولیٰ اسم للمعاني، والثانیة اسم للألفاظ.۔ وأما بین مقدمة العلم ومدلول مقدمة الكتاب فـ’’العموم والخصوص الوجھي‘‘، كما أن دال مقدمة العلم ونفس مقدمة الكتاب كذٰلك، أي: بینھما ’’العموم والخصوص الوجھي‘‘؛ خلافا لمن قال: إن بینهما ’’العموم والخصوص المطلق‘‘.۔