شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
فَصْلٌ: اَلمَفْهُوْمُ إِنِ امْتَنَعَ فَرْضُ صِدْقِهِٖ عَلیٰ كَثِیرِیْنَ فَـ’’جُزْئِيٌّ‘‘؛ وَإِلاَّ فَـ’’كُلِّيٌّ‘‘: اِمْتَنَعَتْ أفْرَادُهُٗ، أوْ أمْكَنَتْ وَلَمْ تُوْجَدْ؛ هٰذا أشَار بقَوْله: ’’یُنْسَب إلَی النَّاقِل‘‘۔. قوْلهٗ (المفهُوم۱): أيْ ماحَصَل۲في العَقْل.۔ واعْلمْ أنَّ مایُستَفاد۳مِن اللَّفْظ باعتِبار أنَّه فُهِم منْه یُسَمّٰی ’’مَفهوْماً‘‘، وباعتِبَار أنَّه قُصِد منه یُسمّٰی ’’مَعنیً ومَقصُوْدا‘‘، وباعتِبار أنَّ اللفظ دالٌّ علیْه یُسَمّٰی ’’مَدلُوْلاً‘‘.۔ قوْلهٗ (فَرْضُ صِدْقِهٖ۴): الفَرْض هٰهُنا بمَعنٰی تَجْویْز العَقْل، لاالتَّقدِیر۵؛ فإنَّه لایَستَحیْل تَقدِیر صِدق الجُزْئيِّ عَلیٰ كثِیریْن۔. {وما من دابَّة في الأرض إلا علی الله رزقها} ثمَّ نَقَلَھا العرف العام من هٰذا المعنیٰ، ووَضعوها لذواتِ القوائم الأربع من الخَیْلِ والبِغال والحمیر بحیث یتبادر منه هٰذا الإطلاق۔. (عب بزیادة) ۶ قوله (اصطلاحیا)كالكلمة، فإنَّها في الأصل مَوضوعة لمعنی الجَرح، ثم نقله النحاة إلی اللفظ الموضوع للمعنی المفرد.۔ (سل) ۱ قولهٗ: (المفھوم إلخ) ھٰذا أوَانُ الشُّرُوْعِ في القسم الأوَّل مِنَ المَقصود، وَھُوَ المَسَائِل التصوریَّة؛ وَلَمَّا كان له المبادي -وھي المباحِثُ الكلیة- ومَقاصدُ -وھي مَبَاحِث المعرِّفات، وكان الواجبُ تقدیمَ المَبَادِي علی المقاصِدِ، قَدَّمھا علیھا فقال: ’’فَصْلٌ المَفْهُوْمُ‘‘ إلخ۔. (شیخ) ۲ قولهٗ: (أي ماحصل في العقل) أي مایمكن أنْ یُّحصَل عند العقل۔. فلایَرِدُ: أنَّ بَعْضَ الكُلِّیات غیرُ حاصِلٍ لنا فكیف یكون مفھوماً؟ وإنَّ الجُزْئِیَّات لاتُحْصَل في العقْلِ؛ بل في الحواس عند العقل؟. ۳ قولهٗ: (مایستفاد إلخ) أي باعتبار أنه من شأنه أنْ یُفْھَم منه یسمّٰی’’مفهوماً‘‘.۔ فلایَرِد: أنَّ المفھوم قد یطلق علیٰ ماحَصَل في العقل من غیر أنْ یستفاد من اللفظ؟. (عن) ۴ قولهٗ: (فَرْض صِدْقه) إنَّما زاد المصَنِّف لفظ’’الفَرْض‘‘؛ لئلا یخرج الكلیاتُ الفرضِیَّة كاللاشيء؛ فإنَّھا وإنْ لَمْ تصدق علیٰ كثیرین في الخارج؛ لٰكنه لایمتنع فَرْضُ صِدْقِھا علی الكثیرین، نظراً إلیٰ نفس مفھوماتھا۔. (عح) ۵ قولهٗ: (تَجوِیزُ العَقْل، لاالتقدیر) فإن الفرض بمعنی التقدیر یتمشّٰی في المحالات أیضا، فیمکن أن نفرض أن الضدین یجتمعان مثلا۔.