شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
أَوْ الْوُجُوْدِ-: بَیِّنٌ یَلْزَمُ تَصَوُّرُهُٗ مِنْ تَصَوُّرِ الْمَلْزُوْمِ، أَوْ مِنْ تَصَوُّرِهِمَا الْجَزْمُ بِاللُّزُوْمِ؛ وَغَیْرُ بَیِّنٍ: بِخِلاَفِهِٖ؛ وَإِلاَّ فَـ’’عَرْضٌ مُفَارِقٌ‘‘: یَدُوْمُ، أوْ یَزُوْلُ بِسُرْعَةٍ، أوْ بُطُوْءٍ.۔خَاتِمَةٌ مَفْهُوْمُ الْكُلِّيِّ یُسَمّٰی ’’كُلِّیًّا مَنْطِقِیًّا‘‘، والثَّانيْ: أنَّ اللازِم إمَّا بَیِّنٌ أو غیرُ بیِّن.۔ والبیِّنُ له مَعنَیَان: أحَدُهما: اللازمُ الذِي یلزَم تصوُّرُه من تصوُّر المَلزُوم۱، كما یَلزَم تصوُّر البَصَر من تصوُّرِ العَمیٰ؛ فهٰذا مایُقال له ’’بیِّنٌ بالمَعنَی الأخَصّ‘‘.۔ وحینَئِذٍ فغَیرُ البیِّن: هُو اللازِم الذِي لایَلزَم تَصوُّره من تصوُّرالمَلزوم،كالكِتَابة بالقوَّة للإنسَان.۔ والثاني مِن معنی البیِّن: هوَ اللازِم الذِي یَلزَم مِن تصوُّره معَ تصوُّر المَلزْوم والنسْبَةِ بینَهما۲الجَزْمُ باللزُّوم، كزَوْجیَّة الأرْبَعة؛ فإنّ العَقْل بعدَ تصوُّر الأرْبَعة أمر في الخارج؛ والمراد بـ’’المعقولاتِ الثانیة‘‘ما یُتَصَوََّر ثانیاً ولایُحاذِي به أمرٌ في الخارج،كالحكم علی الإنسان بأنه كلي؛ فإن كونَه كلیا یتصَوَّر بعد تصوُّر الإنسان، وكذا كونُ الحیوان كلیاً یُتَصَوَّر بعد تصَوُّر الحَیَوان، ولایوجَدُ ما یحاذي له في الخارج؛ لأن كل ما یوجَد في الخارج فهو جزئي.۔(عب) ۱قولهٗ: (الذي یلزم تصوُّره مِن إلخ) اعلم! أن هٰذا المعنیٰ أعمُّ من المعنی الأوّل مطلقا؛ فإنه متیٰ كان تصور الملزوم كافیاً في تصور اللازم، كان تصوُّر الملزوم مَعَ تصوُّر اللازم والنسبةِ بینهما كافیاً في الجَزْم باللزوم بالطریق الأَوْلٰی، وهٰذا هو المشهور.۔ وأنت تعلم أنّ هٰذا إنما یظهر إذا قیل: إن معنی البیِّن بالمعنی الأوّل: مایلزَم من تصوُّر الملزوم تصوُّرُ اللازم مع الجَزْم باللزوم؛ وإلا فیجوز في نظر العَقْل أن یكون تصوُّرُ الملزوم كافیاً في تصوُّرِ اللازم، ولایكونُ تصوُّرُ كلیهما مع النسبة كافیاً في الجَزْم باللزوم، ولم یُقَمْ دلیل علیٰ بطلانه.۔ (سل بزیادة)مس ۲قولهٗ: (والنسبةِ بینهما إلخ) إشارة إلیٰ أنه لابد من تقدیر تصوُّر النسبة في عبارة المتن؛ ضرورةَ أن تصوُّر الطرَفین فقط غیرُكافٍ في الجزم باللزوم بینهما؛ بل لابد من تصوُّر النسبة أیضاً۔. أي نسبة اللزوم إیجابا وسلبا، والمراد من لزوم الجزم من تصور اللازم وملزومه عدم توقفه علی الوسط وغیره، كالحدس والتجربة؛ ولایخفیٰ أن هذا إنما یتصور في الأولیات والفطریات، مثل: ’’الكل أعظم من الجزء، والأربعة زوج‘‘. (عب)مس