شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
الرَّابِعُ: الخَاصَّةُ، وَهُوَ الْخَارِجُ الْمَقُوْلُ عَلیٰ مَا تَحْتَ حَقِیْقَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ.۔ عنه، فیَكوْن جزءًا ممیِّزا لَه، وهوَ المَعْنِيُّ بالمُقوِّم.۔ ولیُعلَم أنَّ المُراد بـ’’العالي‘‘هٰهُنا كلُّ جنْس أوْ نَوْع یكونُ فوقَ آخَر، سَواء كان فَوْقه آخَرُ أو لمْ یَكنْ؛ وكذا المُراد بـ’’السَّافِل‘‘كلُّ جِنْس أو نَوْع یكوْن تَحْت آخَرَ، سَواء كان تَحتَه آخَر أوْ لمْ یَكُنْ؛ حَتّٰی أنّ الجِنْس المُتَوَسِّط عالٍ بالنِّسْبة إلیٰ ماتَحتَه، وسافِلٌ بالنِّسْبة إلیٰ مافَوْقهُ۔. قوْلهٗ (وَلاعَكْسَ): أيْ كلِّیّاً۱، بمَعنیٰ أنه لیْس كلُّ ما هُو مُقوِّم للسَّافل مقوِّماً۲للعَالي؛ فإنَّ الناطِق مُقوِّم للسافِل الذيْ هُو الإنسَان، ولیسَ مُقوِّما للعَالي الذيْ هُو الحیَوان۔. قوْلهٗ (والمُقَسِّمُ بالعَكْسِ): أيْ كلُّ مُقَسِّم للسَّافل مُقَسِّم للعالي، ولاعَكْس ۱قولهٗ: (أي كلیاً) دَفْع دَخَل، وهو: إنّ قول المصنِّفؒ: و’’لاعكس‘‘باطل؛ فإن قولهٗ: و’’المقوِّم -أي كل مقوِّم- للعالي مقومٌ للسافل‘‘ موجبة كلیة، وقد تقرَّرَ في موضِعِه: أنّ الموجبة الكلیة تنعكس موجبة جزئیة، ولاشكَّ أن الموجبة الجزئیة هٰهنا صادقة؛ فإنّ بعض مقوِّمِ السافِل -كالحسَّاس، فإنه مقوّم للإنسان- مقوم للعالي أیضاً، أي: الحَیَوان؛ فالحكم بكذب العكسِ كاذِبٌ؟۔ وتقریر الدفع: أنَّ كلامنا هٰهُنا لیس في العكس الاصطلاحي حتّٰی یَلْزَمَ المحذُوْر؛ بل المراد من العكس هٰهنا المعنی اللُّغَوي، وعكس الموجبة الكلیة بهٰذا المعنی ’’موجبة كلیة‘‘؛ فقوله: ’’أي كلیاً‘‘ إشارة إلیٰ أن المراد من العكس هٰهنا هو العكس الكلي أي: اللغوي، لا العكس الجزئي الاصطلاحي؛ لیلزم علیه المحذور.۔ (سل ملخصاً) وفي الشاهجهاني: أن قول الشارح’’كلیاً‘‘إیماء إلیٰ أن قوله:’’لاعكس‘‘رفع الإیجاب الكلي لاالسلب الكلي، ورفع الإیجاب الكلي لاینافیه الإیجاب الجزئي.۔(مس) ۲قولهٗ: (لیس كل مقوِّم للسافل مقوما للعالي) فصلاً قریباً أو بعیداً، فلایرد: أنه إن أرید بـ’’المقَوِّم‘‘ الفصل القریب فلاشيء من المُقَوِّم القریب للسافِل مقوِّم للعالي؛ وإن أرید الفصل البعید، فكُلُّ مقوِّم بعید للسافل مقَوِّم للعالي۔.