شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
فَصْلٌ مُعَرِّفُ الشَّيْءِ مُعَرِّفُ الشَّيْءِ مَا یُقَالُ عَلَیْهِ لإِفَادَةِ تَصَوُّرِهِ.۔ قوْلهٗ (مُعَرِّفُ الشَّيْءِ۱): بعدَ الفَراغ مِن بیَان مایَترَكب منه المُعَرِّف، شرَع في البحْثِ عنه؛ وقدْ علِمْتَ أنَّ المَقصوْد بالذَّات في هٰذا الفَنّ هُوَ البَحْث عنه وعنِ الحُجَّة، وعرَّفه بأنّه: ’’مایُحمَل عَلَی الشَّيء۲‘‘ -أي المُعَرَّفِ- لیُفِیدَ تصوُّرَ ۱ قوله: (معرف الشيء) اعلم! أن الغرض من المنطق معرفة صحة الفكر وفساده، والفكر إما لتحصیل المجهولات التصوریة أو التصدیقیة؛ فیكون للمنطق طرفان: تصورات وتصدیقات، ولكل منهما مبادیٔ ومقاصد؛ فمبادیٔ التصورات: الكلیات الخمس، ومقاصدها: المعرف والقول الشارح؛ والمصنف لما فرغ من مباحث التصورات شرع في المقاصد، فقال: ’’معرف الشيء‘‘۔. (التذهیب)مس ۲ -۱ قولهٗ: (ما یحمل علی الشيء) وهٰهنا أبحاث: أما الأول: فهو أنه یصدُقُ علیٰ كل ’’ما یقالُ في جواب السوال عنه‘‘ أنه ’’یقال علیه لإفادة تصوره‘‘، فیصدُقُ التعریف علی الجنس والعَرْض العامّ، فیكونان معرِّفین؛ بل یصدُق علی النوع أیضاً، فیكون معرِّفاً؛ بخلاف التعریف المشهور، وهو: ما یستلزم تصوُّرُه تصوُّرَه، ولامَخْلَص إلا بأن یقال: إن تعریف المصنف للمعرِّف أعمُّ من أن یكون صحیحاً أو لا، وبعدَ اشتراط الشرائِطِ ینطَبِق علی التعریف الصحیح. فتدبر.۔ و أماالثاني: فهو أن التصوُّر في قوله: ’’لإفادة التصور‘‘ إن أرید به الكنهُ، فذلك لایصدق علی الرسوم ولا علی الحُدود الناقِصَة؛ وإن أرید به التصوُّر المُطْلَق سواء كان بالكنه أو بالوجه، فذلك صادِقًا علی الأعمِّ والأخصِّ؛ فإنهما یفیدانِ التصوُّر البتَّةَ.۔ وأجیبَ بـ:اختیار الشِّقِّ الثالث، وهو: أنّ المراد بالتصوُّر ما یعُمُّ التصوُّر بالكنْه والوجْه ’’المُسَاوي‘‘، وحینئذٍ یَخْرُج الأعمّ والأخصّ۔. وفیه تكلُّف لایلیق بمَقام التعریف۔. (شس) وفي قولهٗ: (ما یُحْمَل) إشارة إلیٰ أن القول في المَتْن بمعنی المَحْمُول؛ لأنه مُتَعَدٍّ بــ’’علی‘‘، والحمْل لیس مقصوداً بالذات؛ بل بالعَرْض، ولذا قالوا: ((إن ذكر المعرَّف لیس بضروري في التعریف))، وإنما یذكر للإحضار۔. (عب) ۲ -۲قولهٗ: (مایحمل علی الشيء) أي: یُجعَل الشيءُُ مَوضوعا ذِكْرِیًّا لاحقیقیًّا؛ إذِ المقصود بالتعریف المفهوم، والموضوع الحقیقي للمعرِّف الأفرادُ، والمحمولُ علی الشيء قد یقصد بحمله إفادة اعتقاد ثبوته للشَّيء، وهو الأكثر؛ وقدْ یُقْصَد به إفادة تصوره، كما یقال: ’’زید هو الرجل الفلاني‘‘، ومنه حمل ’’كلٍّ‘‘ مقول في الجواب، وإخراج الأوّل بقوله: ’’لإفادة تصوره‘‘۔.