شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
فَصْلٌ اَلْقِیَاسُ: إِمَّا: بُرْهَانِيٌّ، یَتَألَّفُ مِنَ الْیَقِیْنِیَّاتِ.۔ عَنْهُ۱!۔ قَوْلهٗ (وَالعُمْدَةُ فِيْ طَرِیْقِهِ الدَّوَرَانُ وَالتَّرْدِیْدُ): وَاعْلَم! أنَّه لابُدَّ فِي التَّمْثِیْل مِنْ ثَلاثِ مُقَدَّمَات: الأُوْلیٰ: أنَّ الحُكْمَ ثَابِت فِي الأصْل، أيِ المُشَبَّه بِهِ، والثَّانِیَة: أنَّ عِلَّة الحُكْم فِي الأصْل الوَصْفُ الكَذَائِيُّ، وَالثَّالِثَة: أنَّ ذٰلِك الوَصْف مَوْجُوْد فِي الفَرْع، أَعْنِي المُشَبَّه؛ فإنَّه إذَا تَحَقَّق العِلْم بهٰذِہ المُقَدَّمَات الثَّلاث یُنْتَقَل إلیٰ كَوْن الحُكْم ثَابِتا فِي الفَرْع أیْضا، وَهوَ المَطْلُوْب مِنَ التَّمْثِیْل.۔ ثُمَّ المُقَدَّمَة الأُوْلیٰ وَالثَّالِثَة ظَاهِرَتَان فِي كُلِّ تَمْثِیْل، وَإنَّمَا الإشْكَال فِي الثَّانِیَة، وَبَیَانُها بِطُرُقٍ مُتَعَدِّدَة، فَسَّرُوْها فِي كُتُب أُصُوْلِ الفِقْه، والمُصَنِّفؒ إنَّمَا ذَكَر مَاهوَ العُمْدَة مِنْ بَیْنِها، وَهوَ طَرِیْقَان۲: المدقق؛ وإلا فعند الدرایة أنه مصدر، فلایلزم التطویل الخالي عن التحصیل، ولو قال قائل هٰذا المثل: ’’بل إلا كرٌّ علیٰ ما كرّ عنه‘‘ لكان له عطف؛ لأن الكرَّ إذا كان صلته ’’علی‘‘ كان بمعنی العطف، وإذا كان صلته ’’عن‘‘ كان بمعنی الرجوع، فكان المعنیٰٰ علیٰ هٰذا ’’عطف علیٰ ما رجع عنه‘‘۔. (عب) ۱ قولهٗ: (علیٰ ما فرَّ عنه) ویمكن الجواب بأنّ الاستقراء وكذا التمثیل یعرف بالمعنی المصدري، فلا یلزم التسامح، إنما یلزم لو كان المقصود تعریفهما بالمعنی الثاني، ولیس كذٰلك؛ بل التعریف بهٰذا المعنیٰ یعرف بالمقایسة، وأما تعریفهما علیٰ ما هو المشهور فهو باعتبار المعنی الثاني۔. فافهم!(سل) ۲ قولهٗ: (وهو طریقان) اعلم! أنّ كِلا الطریقین ضعیفان: أما الدَّوران فلأنّ الجزء الأخیر من العلة التامة والشرط المساوي یُدار المعلول علیه مع أنه لیس بعلة؛ وأمّا التردید فلأنّ حصر العلة في الأوْصاف المذكورة ممنوع؛ فجاز أن یكون العلة غیر ما ذكرت، مع أنّ كون المشترك علة في الأصْل لایلزم منه كونه علة في الفرع؛ لجواز أنْ یكون خصوصیة الأصل شرطا للعلیة، أو خصوصیة الفرع مانعة عنها، كذا قیل.۔ وللمناقشة فیه مجال، كما لایخفیٰ علیٰ من له ذهن سلیم وطبع مستقیم. (سل)