شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
ثُمَّ اللازِم یَنقَسِم بتَقسِیمَین: أحَدهما أنَّ لازِم الشَّيءِ۱إمَّا: لازِم له بالنَّظْر إلیٰ نَفْس المَاهِیَّة معَ قَطْع النَّظْر عنْ خُصُوْص وُجودِها۲في الخَارِج أو في الذِّهْن، وذٰلك بأنْ یكوْن هٰذا الشَّيءُ بحَیْث كلَّمَا تحقَّق في الذِّهْن أو في الخارِج كانَ هٰذا اللازِم ثابتاً لَهٗ، وإما:لازِم له بالنَّظْر إلیٰ وُجوْده الخارِجيِّ، أوِالذِّهنِيّ؛ فهٰذا القِسْم بالحَقیْقة قِسْمان۳. فأقسَام اللازِم بهٰذا التَّقْسیْم ثلاثَة: لازمُ الماهِیَّة،كزوجیَّة الأربَعَة۴؛ ولازِمُ الوُجود الخارِجيّ، كإحْراق النَّار؛ ولازِم الوُجوْد الذِّهْنيّ، كَكَوْن حقِیْقة الإنسَان كلیَّة؛ فهٰذا القِسْم یُسَمّٰی مَعْقُوْلا ثانِیاً أیضاً۵. وقیل: الحصر باطل؛ فإنه یجوز أنْ یكونَ العَرْضُ غیرَ صادق علیٰ معروضه دائما، ویمكن صدقه علیه.۔ وفیه: أنّ اللازم والمفارق قسمان للخاصة والعرض العام، وهما قِسْما الكليِّ بالنظر إلیٰ أفراده النفس الأمْرِیَّة، وما لایصدق علیه شيء لایُعَدُّ فرداً له وإن أمكن صدقه علیه۔. فافهم! (سل) ۱قولهٗ: (لازم الشيء) إنما قال’’الشيء‘‘دون’’الماهیةِ‘‘؛ لأن تقسیم اللازم حینئذٍ فاسد في الظاهر؛ فإن مؤدی الكلام حینئذٍ أن لازم الماهیة إما لازم الماهیة أو لازمَ الوجود الخارجي أو الذهني، فیلزم تقسیم الشيء إلیٰ نفسه وإلیٰ غیره، وهو كماترَی.۔ وإذا قیل:لازم الشيء في المقسم فلایفسد التقسیم؛ فإن المَقْسَم حینئذٍ لازم الشيء مطلقاً، والقسم الأول لازم الماهیة من حیث هي هي، والقسم الثاني لازم الماهیة الموجودة من حیث إنه موجود في الذهن أو الخارج.۔ (بن) ۲قولهٗ: (عن خصوص وجودها إلخ) إشارة إلیٰ أن المراد بــ’’الوجود‘‘ المعرَّفِ باللام في قوله: ’’إلیٰ الوجودِ‘‘ الوجودُ الخاص، أي: الخارجي أو الذهني، لا الوجود مطلقاً.۔ (عب) ۳قولهٗ: (فهٰذا القسم بالحقیقة قسمان) فاندفع به مایتوَهَّمُ: أن المصنف قسَّم اللازم إلیٰ قسمین: ’’لازم الماهیة، ولازم الوجود‘‘، والمشهور في هٰذا المَقام تقسیمه إلیٰ ثلٰثة أقسام: ’’لازم الماهیة، ولازم الوجود الخارجي، ولازم الوجود الذهني‘‘، فلِمَ عَدَل المصنِّف عن القِسْمة الثلاثیة إلی الثنائیَّة؟ وحاصل الدفع: أن المصنف ما عَدَل؛ بل عَبَّرَ عن القسمین الأخیرین بعبارة واحدة للاختصار.(سل) ۴قولهٗ: (كزوجیة الأربعة) فإن الأربعة زوج، سواء كانت في الذهن أو في الخارج، بخلاف الإحراقِ للنار، والكلیةِ لحقیقة الإنسان.۔(عب) ۵قولهٗ: (یسمّٰی معقولاً ثانیاً أیضاً) لأنّ كلیَّة الإنسان تُتَعَقَّل بعد تَعَقُّل الإنسان؛ والمرادُ بـ’’المعقولاتِ الأولیٰ‘‘ مایتصوَّر ویحاذي لها أمر في الخارِجِ، كالإنسان والحیوانِ مثلاً؛ فإنه یتصوَّر أوَّلا ویحاذی به