شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
یُسَمّٰی ’’مُقَوِّمًا‘‘؛ لأنه جزْءٌ للماهِیَة ومُحَصِّل لها، وبالاعتِبار الثانِیْ یُسمّٰی’’مُقَسِّماً۱؛ لأنه بانضِمَامهِ إلیٰ هٰذا الجِنْس وُجوداً یُحَصِّل قِسْما، وعدَماً یُحَصِّل قِسْماً آخَر، كمَا تَریٰ۲في تقسِیْم الحیَوان۳إلَی الحَیَوان الناطِق وإلیٰ الحَیَوانِ الغَیرِ النَّاطِق.۔ قوْلهٗ (وَالمُقَوِّمُ للعَالِيْ): اللام للاسْتِغراق، أيْ كلُّ فصْلٍ مقوِّمٌ للعالي۴، فهوَ فَصْل مقوِّم للسَّافل؛ لأنّ مقوِّم العَالِي جزءٌ للعالِي، والعَالِي جزءٌ للسَّافِل، وجزْءُ الجُزءِ جزءٌ۵؛ فمقوِّم العالي جُزْءٌ للسَّافل.۔ ثم إنَّه یُمَیِّز السَّافل عنْ كلِّ مایُمَیِّز العالي ۴قولهٗ: (ونسبة إلی الجنس) اعلم! أنّ الفصل یرفع إبهام الجنس، والمراد بعدم تحصیل الجنس كونه مبهما؛ فإن الصُّورة الحَیَوَانیَّة-مثلاً-إذا حَصَلَتْ عند العقل یقع التردُّد في أنه إنسان أوفَرَس، وبعد انضمام الفصل یزول هٰذا التردُّد، والجنس العالي فیه إبهام عظیم، وبعد انضمام الفصل إلیه یقلُّ، وَهٰكذا حتّٰی ینتهي إلی النوع الحقیقي السافل.۔ ثم اعلم! أنه لایكون لشيء واحد فصلان قریبان، كیف! فإنه حینئذٍ إما أي یتحَصَّلَ الجنس بالمجموع فهو واحد، أو بأحدهما لا بالآخر فلایكون الآخر فصلاً قریباً، أو بكل واحد منهما فیلزم الاستغناء عَنِ الذاتيّ؛ فإن كل واحد كافٍ في التحصیل۔. (عح) ۱قولهٗ: (یسمّٰی مقسِّماً) فعبَّر المصنِّفؒ عن الأوّل بقوله: ’’وإذا نُسِبَ إلیٰ مایمیِّزه فمقوِّم‘‘، وعن الثاني بقوله:’’وإلیٰ مایقسم عنه فمقسِّم‘‘.۔ وفیه مسامحة ظاهرة؛ فإنه مُمَیِّز النوع لا عن الجنس؛ بل عما یشارك النوع في الجنس۔. ۲قولهٗ: (كما ترٰی إلخ) فالناطق مقسِّم للحیوان، أي: محصِّلُ قِسْمیْنِ له؛ لأنه یحصُل بانضمامه إلیه قسم، هو:’’الحیوان الناطق‘‘، وبانضمام عدمه إلیه قسم آخر، وهو:’’الحیوان الغیرُ الناطق‘‘، ولایخفیٰ أن ارتكاب مثلِ هٰذا التكلُّف غیر سدید.۔ (سل) ۳ قولهٗ: (في تقسیم الحیوان إلخ) والتحقیق: أنه مقسّم له بمعنیٰ أنه مُحَصِّل قسمٍ؛ فإنّ غیرَ الناطق قِسْم من الحیوان حاصِل من انضِمَام عدم النُّطْق إلیه،كما أنَّ الناطِق قسم له حاصل بانضمام النطق إلیه؛ فإذا قَسَّمَ الحیوان إلیٰ هذین القِسْمین كان هناك أمران مقسِّمان له، كل واحد مُحَصِّل قسمٍ واحدٍ۔.(شس) ۴قولهٗ: (كل فصل مقوِّم للعالي) كالحسَّاس، فإنه مقوِّم للعالي -أي: الحیوان- وممیِّز له عن جمیع ماعداه، فهو مقوِّم للسافل أیضاً وهو الإنسان؛ لأن الحَیَوان داخل في حقیقة الإنسان، فمایكون داخِلا في الحیوان یكون أیضاً داخِلاً فیه؛ إذْ جزءُ الجزء لشيءٍ یكون جزءاً لذلك الشَّيء؛ فـ’’الحسَّاس‘‘داخل في حقیقة الإنسان وممیِّز له عما یمیِّز الحَیَوان عنه.۔ (سل) ۵قولهٗ: (جزء) كالحساس مثلا، فإنه جزءٌ للحیوان، والحیَوان جزء للإنسان؛ وجزء الجزء جزءٌ.