شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
فَإِنْ مَیَّزَهُٗ عَنِ الْمُشَارِكَاتِ فِيْ الْجِنْسِ الْقَرِیْبِ فَـ’’قَرِیْبٌ‘‘؛ وَإِلَّا فَـ’’بَعِیْدٌ‘‘.۔ وَإِذَا نُسِبَ إِلیٰ مَا یُمَیِّزُهٗ فَـ’’مُقَوِّمٌ‘‘، وَإِلیٰ مَا یُمَیِّزُ عَنْهُ، فَـ’’مُقَسِّمٌ‘‘۔. وَالْمُقَوِّمُ لِلْعَالِيْ مُقَوِّمٌ لِلسَّافِلِ، وَلاَ عَكْسَ؛ وَالْمُقَسِّمُ بِالْعَكْسِ. فكلمَة’’شَيء‘‘ في التَّعریْف۱كِنَایة عن الجنْس المَعْلوْم۲الذِي یُطْلَب مایُمیِّز الشَّيءَ عنِ المُشَارِكات في ذٰلك الجِنسِ، فحینَئذٍ یَنْدَفِع الإشْكال بحَذافیْرِه.۔ قوْلهٗ (فَقَرِیْبٌ): كالنَّاطِق بالنسْبة إلَی الإنسَان؛ حیثُ میَّزه عنِ المُشارِكات في جنسِه القرِیْب، وهوَ الحیَوان.۔ قوْلهٗ (فَبَعِیْدٌ): كالحسَّاس۳بالنسْبَة إلَی الإنسَان؛ حیْث میَّزهُ عنِ المُشارِكات في الجِنْس البعِیْد، وهوَ الجسْم النَّاميْ۔. قوْلهٗ (وَإِذَا نُسِبَ إلخ): الفصْلُ له نِسْبةٌ إلی المَاهِیَّة التي هُو مُخَصِّص ومُمَیِّز لها، ونِسْبَة إلَی الجِنْس۴الذِي یُمیِّز الماهِیَة عنه مِنْ بَیْنِ أفرادِه، فهو بالاعتِبار الأوّل مختص بماهیة الإنسان الذي هو أثر ذلك المبدأ؛ فلایرد: أن الباري عز شأنه وسائر المجردات -كالعقول والنفوس الفلكیة- یدركون الكلیات أیضا، فلایصح كونه فصلا قریبا للـ’’إنسان‘‘.۔ (عب ملخصاً)مس ۱قولهٗ: (في التعریف)، أي: في تعریف الفصل.۔ ۲قوله: (كنایة عن الجنس المعلوم) أي: فكلمة’’شيء‘‘في تعریف الفصل كنایةٌ۔. وإنما اختاروا الكنایة لتعذر حصر الأجناس وذكرِها في تعریف الفصل، فوضعوا لفظ’’شيء‘‘موضعها كنایة عما یشمل الأجناس كلها.۔(شاه)مس ۳ قولهٗ: (كالحساس بالنسبة إلی الإنسان) هٰهنا إشكال، وهو: أن’’الحسَّاس‘‘كما أنه ممَیِّز للإنسان عن مشاركاته في الجنس البعید-وهو: الجسم النامي-كذلك’’الناطق‘‘ممیِّزٌ له أیضاً؛ فإن الحسّاس كما یمیِّز الإنسان عن النباتات المشارِكة له في الجسم النامي،كذلك الناطق أیضاً یمَیِّزُه عنها، فإن الناطق فصل قریب، وقد صدق علیه تعریف الفصل البعید، فلم یكن مانعاً!. ویمكن الجواب عنه: بأن قَیْدَ ’’فَقَطْ‘‘مراد بعد قول المصنف ’’والبعید‘‘، فحاصل تعریف الفصل: مایمیز عن المشاركات في الجنس البعید فقط، والفصلُ القریب وإنْ كان یمیز عن المشاركات في الجنس البعید؛ إلا أنه ممیِّزٌ عن المشاركات في الجنس القریب أیضاً.۔ فافهم. (سل)