شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
المُحاكمَات۱: بأنّ مَعنیٰ’’أيّ‘‘وإنْ كان بحَسَب اللُّغَة طَلَب المُمیِّز مُطلَقاً؛ لٰكنّ أرْباب المَعقُوْل اصطَلَحوا عَلیٰ أنَّه لطَلَب مُمیِّز لایَكوْن مَقُوْلا في جواب’’ماهُو‘‘؟، وبهٰذا یَخرُج الحَدّ والجِنْس۲أیْضاً۔. وللمُحقِّق الطُّوْسي هٰهُنا مَسْلك آخَر أدَقُّ وأتقنُ۳، وهوَ أنَّا لانسْأَل عنِ الفَصْل إلا بَعْد أنْ نَعْلَم أن للشَّيء جنْساً؛ بِناءً عَلیٰ أنّ ما لاجنْس له لافَصْل له، وإذا علِمْنا الشَّيء بالجِنْس فنَطْلب مایُمَیِّزه عن مُشَارِكاتِه في ذٰلك الجِنْس، فنقُوْل: الإنسَان أيُّ حَیَوان هوَ في ذاتِه؟ فتعیَّن الجَواب بـ’’النَّاطِق‘‘۴، لاغَیْر.۔ والجواب علیٰ هٰذا التقریر عن هٰذا الإشكال: أن المراد من ’’الامتیاز‘‘ الامتیازُ بالذات في الجملة، فالمراد أنّ ’’أي شيء‘‘ لطلب المفرد والممیِّز بالذات في الجملة، وعلیٰ هٰذا التقدیر تعین الفصل في جواب ’’أي شيء هو‘‘، لاغیر؛ فإن المفرد الممیز بالذات لیس إلا الفصلُ، وأما الجنس فلیس ممیزٌ للماهیة إلا بواسطة الفصل القریب، وفصلُه القریب فصل بعید، فالممیز في الحقیقة فصل الماهیة.۔ فإذا قلنا:’’الإنسان أي شيء هو في جوهره؟‘‘ فلایقع في الجواب إلا ’’الناطقُ‘‘؛ فإنه ممیز بالذات لابواسطة شيء آخر، بخلاف الحیوان؛ فإنه وإن كان ممیزا عن الجمادات والنباتات؛ لٰكنه لا بالذات؛ بل بواسطة فصل’’الإنسان‘‘وإن كان بعیداً، وهو:’’النامي والحساس‘‘؛ والحدُّ مع أنه لیس بمفرد یمیز بواسطة الفصل أیضاً۔. (سل) ۱ وهو: قطب الدین الرازي۔. ۲قولهٗ: (وبهٰذا یخرج الحد والجنس) فإن الحد -كالحیَوان الناطِق مثلاً- وإنْ كان ممیِّزاً للمَحْدود -كالإنسان-؛ لٰكنَّه یكونُ مقوْلاً في جواب’’ما هو‘‘؛ لماعلمتَ أنَّ الحدَّ یقع في الجواب إذا سُئِل عن الأمر الكليّ، وكذا الجنسُ أیضاً واقِعٌ في جواب ’’ما هو‘‘ إذا اجتمع في السوال عن أمور مختلِفَةِ الحقائق؛ فاندفع الاعتراض بوُقوع الحدّ في جوابِ’’أيّ شيء‘‘، وبكون التعریفِ غیرَ مانِع لصدقه علی الحد.۔(سل) ۳ قولهٗ: (أدقّ) لأن فیه ملاحظة معنی الفصل وحال السائل الطالب به، بأنه علم الجنس أوَّلاً، ثم یطلب فصلاً۔. (شاه)مس وقولهٗ: (وأتقن) لسلامته عن الطَّعن الذي في جواب العلامة الرازي، وهو: أنّ الجواب -بأن أرباب المعقول اصطلحوا بكذا ((ولامناقشة في الاصطلاح))- جوابٌ علیٰ رسم أرباب المعقول.۔ ۴قولهٗ: (فتعیَّن الجوابُ بالناطِق) لأنّ الجنس قد عُلِم، فلاحاجة إلی الجواب به فقط، ولابانضمامه مع الناطق.۔ (عب) والمراد من الناطق-أي مدرك الكلیات-: هو صاحب مبدأ النطق والإدراك، ولاشك أن ذلك المبدأ