شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ۔. . . . . . . . . بعیْد، وتَیقَّنْتَ أنه حیَوان؛ لٰكنْ تردَّدْت في أنَّه هَلْ هُوَ إنسَان أوفرَس أوغیرُهما؟ تقُوْل:أيُّ حیَوانٍ هٰذا؟ فیُجابُ عنه بمَایُخصِّصُه ویُمیِّزُه عن مُشارِكاته في الحیَوانیَّة.۔ إذا عَرَفتَ هٰذا، فنَقوْل: إذا قُلنَا: ’’الإنسَان أيّ شَيء هو في ذاتِه۱؟‘‘ كانَ المَطلوْب ذاتِیّاً من ذاتیَّات الإنسَان، یُمیِّزه عمَّا یُشَارِكه في الشَّیئِیَّة، فیَصِحُّ أن یُجاب: بأنَّه حیَوان ناطِق، كما یَصِح أن یُجاب بأنَّه ناطِق؛ فیَلزَم صِحَّة وُقوْع الحَد في جواب ’’أيّ شَيء هوَ في ذاتِهٖ؟‘‘، وأیْضاً یَلزمُ۲ أن لایَكوْن تعرِیفُ الفصْل مانِعا؛ لصِدْقه عَلَی الحَد۳. وهٰذا مما استَشْقَله۴الإمام الرَّازِي فيْ هٰذا المَقام، وأجَاب عنْ هٰذا صاحِب ۱ قولهٗ: (الإنسان أي شيء هو في ذاته) ’’الإنسان‘‘ مبتدأ أوَّل، ’’وأيُّ شيء‘‘ مبتدأ ثانٍ، و’’هو‘‘ خبره، والجملة خبر المبتدأ الأوّل، وقوله ’’في ذاته‘‘ ظرف مستقر في موضع الحال عن ’’هو‘‘ بتأویل أيّ شيء یمیِّز هو معتبرا وملحوظا في ذاته مع قَطْع النَّظْر عن عوارضه؟۔ . (مس) وقولهٗ:’’في ذاته‘‘ظَرْف مُسْتَقَرٌّ، متعلَّقه محذوف وهو:’’معتبراً‘‘ أو’’ملاحظاً‘‘و غیرَهما.۔ وعلی التقاریر هو في موضِع الحال عن قوله:’’أي شيء‘‘: إما علی التاویل -كما ذهب إلیه أكثر النحاة- بأن یُجْعَل مفعولاً لفعلٍ مُقَدَّرٍ، ویكون التقدیر:’’أي شيء یمیزه معتبراً أوملاحَظا في ذاته‘‘، أي: مَعَ قَطْع النظر عن عوارضه؛ وإمّا بدون التأویل، كما جوَّزه ابن مالك.۔ (شس) ۲قولهٗ: (وأیضاً یلزم إلخ) أي: كما یلزَم وقُوْع الحد التَّام في جواب ’’أي شيء‘‘، مع أنه لایقع في جواب ’’أيّ شيء‘‘؛ بل یقعُ في جَوَاب ’’مَا هُو‘‘۔. ۳قولهٗ: (لصِدقه علی الحد) فإنّ مجمُوع ’’الحَیْوَان الناطِق‘‘حدٌّ یصْدُق حینئذٍ علیه أنه’’المقُوْل علی الشيء في جوابِ أي شيء هو في ذاَته؟‘‘، مع أن الحدّ لیس بفصْل؛ لأنه مركَّب من الفصْل والجنْس، و((المركَّب من الشيء وغیرِه مغائرٌ لذٰلك الشيء))۔. وأیضاً الكلیاتُ الخمسةُ قسمٌ للكلي المفردِ لاالمُركب، والحدُّ مركبٌ خارجٌ عن الخمْسة.۔ (برهان) ۴قولهٗ:(وهٰذا مما استشكله إلخ) وینبغي تقریرُ الإشكال: بأن المطلوب من ’’أي شيء هو في ذاته‘‘ إن كان ما یمیز تمییزا تاما یخرج الفصل البعید عن تعریف الفصلِ، وإن كان ما یمیز تمییزا في الجملة، فیصدق التعریف علی الجنس والحد التام، وإلیٰ هٰذا یشیر قولهٗ: ’’وبهٰذا یَخرُج الحدُ والجنسُ‘‘۔.