شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ۔. . . . . . . . . التَّوفیْق؟ قلتُ۱: الابْتِداء فيْ حَدیْث التَّسْمِیَة مَحْمُوْل عَلَی الحَقیْقيِّ۲، وفيْ حَدِیْث التَّحْمِیْد عَلی الإضَافيِّ، أو عَلَی العُرْفيّ؛ أَوْ فِي كِلَیْھمَا عَلی العُرْفيّ.۔ ۱ قوله (قلت): حاصله: أن التنافي بین الابتدائین إنما یکون إذا کان الابتداء منحصراً في الابتداء الحقیقي، ولٰکنه لیس کذٰلك؛ لوجود الابتداء الإضافي والعرفي أیضاً. ۔(مصطفیٰ الحسیني) ۲ قولهٗ: (علی الحقیقي) وھو: الابتداء علَی الكل، والاضافي: ھو ابتداء الشيء بجُزء مقدَّم بالنسبة إلیٰ جزءٍ آخر، أي سابقٍ في الجملة، سواءٌ كان مسبوقاً بجزءٍ آخر أوْ لا؛ فحینئذٍ بین الإضافي والحقیقي ’’عموم وخصوص مطلق‘‘؛ فالحقیقي أخص والإضافي أعم۔. وإذا قیل: إنَّ الابتداء الاضافي ’’ابتداءُ الشيء بجزءٍ سابِق في الجملة، ومسبوقاً بجزءٍ آخر‘‘، فبینھما -أي: بین الحقیقي والاضافي- مبائنة؛ وكان مختار المحشي ھٰذه، وإلا كان علیه أن یقول: ’’أو في كلیھما علَی الإضافي‘‘۔. فإن قلتَ: ما وجه حمل الابتداء في حدیث التسمیة علی الحقیقي، وفي حدیث التحمید علَی الإضافي أو علَی العرفي، ولو كان الأمر بالعكس لحَصَل التوفیق أیضاً؟.۔ قلتُ: لَمَّا كان المقصود من ’’التسمیة‘‘ ذكرَ اسم الذات والتبرُّك والاستعانة به، ومن ’’التحمید‘‘ إثبات اختصاصُ جمیع المحامد بالذات؛ وأنت تعلم أن الذات مقدَّم علیٰ إثبات الصفات به، حملنا الابتداء في ’’التسمیة‘‘ علی الحقیقي، وفي ’’التحمید‘‘ علی الإضافي أو علی العرفي؛ ووجه تقدیم التسمیة علی التحمید -حین حُمِل الابتداء في كلیھما علی العرفي أو علی الإضافي- یُفھم منھا.۔ (عبد) الملاحظة: اعلم! أنَّ حدیثَ: ’’كل أمرٍ ذي بالٍ لمْ یُبدأ فیهِ بِبسمِ اللهِ فَھوَ أقطعُ‘‘ اِضطربَ لَفظُهٗ، ففيْ لَفظٍ:’’بِحَمدِ اللهِ‘‘، وَفيْ لَفظٍ: ’’ببِسمِ اللهِ‘‘، وَفيْ لَفظٍ: ’’بِذِكرِ اللهِ‘‘، وَقدْ ضعَّفهٗ بعضٌ، وَصحَّحهٗ بَعضٌ.۔ وبالجملةِ: الحَدیثُ واحدٌ ولفظهٗ مُتعددٌ، وَمفادُه بعدَ ثُبوتِهِ ’’البِداءة بذكرِ اللهِ‘‘، سَواءٌ كانَ فيْ صُورةِ البَسملَةِ أو الحَمدلةِ أو غَیرهمَا۔. وَتَوهَّم كَثیرٌ مِن المُصنفینَ تَعدُّدَ الحَدیثِ لاختِلافِ لَفظِهِ، فَاضطربوْا فيْ جَمعِ العَملِ بهمَا، فاختَرعوْا للابْتداءِ أقسَاماً عنْ الحَقیقيِّ والعُرفيِّ والاضافيِّ، فحمَلوْا بعضَ الألفاظِ عَلَی الحَقیقيِّ والبعضَ عَلی الاضافيِّ، كمَا هوَ مَعروفٌ.۔ كلُّ ذلكَ تَكلُّفٌ وَتَنطُّعٌ وَغفلةٌ عن الفَنِّ وقواعدِه؛ وَمدارُ تَحقیقِهمْ وعَناءهمْ عَلی ظنِّهمْ تَعدُّد الأحادیثِ؛ ولمْ یدروْا أنّ الحَدیثَ واحدٌ، وإنَّما الاختلافُ فيْ اللفظِ. أفاده