شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وأخْرَی في الثَّاني، فإنْ استُعْمِل في الأوّل -أي المَعنَی المَوضُوْع له- یُسمَّی اللَّفْظ حَقِیْقة۱؛ وإنِ استُعْمِل في الثاني -الذِي هُوَ غَیْر مَوضوْع له- یُسمّٰی مَجَازاً۲. ثم اعْلم: أنَّ المَنقوْل لابدَّ لَه مِن ناقِل مِنَ المَعنَی الأوَّل -المَنقُوْلِ عَنْه- إلیٰ المَعنَی الثَّاني -المَنقوْلِ إلیه-، فهٰذا النَّاقِل إمَّا أهْل الشَّرْع، أوأهْل العُرْف العامّ، أو أهْل العُرْفِ الخَاصِّ أوِ الاصْطِلاحِ الخاصِّ۳كالنَّحْوِي مَثَلاً؛ فَعَلَی الأوَّل یُسَمّٰی مَنقوْلاً ’’شَرْعِیّاً‘‘۴، وعَلَی الثاني’’عرْفیاً‘‘۵، وعَلَی الثَّالث ’’اِصْطِلاحیاً‘‘۶. وإلیٰ والجواب: أنَّ المرتجل جُعِلَ مندَرِجاً في ’’المشترك‘‘، كما صرَّح به صاحب المُحاكمات.۔(شس) والمُرْتَجِل: عبارة عما وضع لمعنیً أوّلا ثم وُضع لآخر بلامناسبة بینهما كجعفرَ؛ فإنه كان في الأصل مَوضوعا للنهر الصغیر، ثمَّ نقِل عنه وجعل علما لشخص بلامناسبة.۔ (سل)مس ۱ قولهٗ: (حقیقة) كالأسد إذ استُعْمِل في المعنی الأصلي، وھو الحَیَوان المفتَرِس؛ وإذا استُعْمِل في غیره -كالرجُل الشُّجاع- فمَجاز۔. والحقیقة فعیلة بمعنی الفاعل مِنْ’’حقَّ الشيءُ‘‘إذا ثَبَتَ، فكان الكلمة المستعملة في معناھا الأصلي ثابِتَة في موقِعِھا، فالتاء للنقل من الوصفِیَّة إلی الاسمیة،كما في الذبیحة.۔ والمجاز ظَرْف، ولاشكَّ أنَّ المتكلم جاوزَ في ھٰذا اللفظ عن معناه الأصلي إلیٰ معنیً آخر، فذٰلك اللفظ محَل الجواز.۔ (عب وسل ملخصاً) ۲ قوله: (مجازا) اعلم! أن المصنف لم یستوعب أقسام الاسم، وإلیك بیانها! وهي أربعةٌ إجمالا، وتسعةٌ تفصیلا: الأول: ما اتحد لفظه ومعناه، وتحته ثلاثة: العلم، والمتواطیٔ، والمشكك؛ والثاني: مااتحد لفظه وتعدد معناه، وتحته أربعة: المشترك، والمنقول، والحقیقة، والمجاز؛ والثالث: عكس الثاني، أي: ماتعدد لفظه واتحد معناه، وهو: المشترك أي: المترادف، كغضنفر وهِزَبْر للحیوان المفترس؛ والرابع: عكس الأول، أي: ماتعدد لفظه ومعناه، وهو: المتباین، كالإنسان والفرس.۔ (حش) ۳ قوله (اصطلاح خاص): الاصطلاح من الصلح لتصالح جماعة وتسالمھم واتفاقھم علی أمرٍ، کتوافق النحاة مثلاً علی المبتدء، الموضوع لغة لکل ما یبتدء به، ثم نقله النحاة إلی ’’المبتدء الخاص‘‘، وھو کون المبتدأ اسماً لما وضِع أولا لیحکم علیه؛ ومنه لفظ ’’الفعل‘‘ الموضوع في اللغة للمصدر، ثم اصطلح الصرفیون علی أن یکون اسماً للحدث المقترن بالزمان، فھو منقول صرفي؛ ومنه فھو منقول نحوي، وھکذا. ۔(مح بتغییر) ۴ قولهٗ: (منقولاً شرعیاً) كالصلاة؛ فإنَّھا في الأصل موضوعة للدُّعاء، ثُمَّ نَقَلَھا الشَّارِع إلیٰ أركَان مخصوصة، وتُرِك استِعْمَالھا في الدعاء عند عَدَمِ قِیَام القَرِینَة.۔ (سل) ۵ قولهٗ: (عرفیاً) كالدابة؛ فإنَّھا في أصل اللغة مَوضوعة لكل مایَدِبُّ علی الأرض كما في قوله تعالی: