شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وإنْ كان بسَبَب اقتِضاء الطَّبْع حُدوْث الدّال عِنْدَ عُروْض المَدلوْل فـ’’طَبْعِیَّة‘‘، كدَلالة ’’أُحْ أُحْ‘‘۱عَلیٰ وَجَع الصَّدْر، ودَلالة سُرْعَة النَّبْض عَلیٰ الحُمَّی۔. وإنْ كان بسَبَب أمْر غیرِ الوَضْع والطَّبْع فالدَّلالة ’’عَقْلِیَّة‘‘۲، كدَلالة لفْظ ’’دَیْز‘‘ المَسْمُوعِ مِن وَراء الجِدَار عَلیٰ وُجوْد اللافِظ، وكدَلالة الدُّخَان عَلیٰ النّار۔. فأقْسَام الدّلالة سِتَّة، والمَقصوْد بالبَحْث هٰهُنا۳هيَ الدّلالة اللفظیّة الوَضْعِیَّة؛ إذْ علیْها مَدار الإفادَة والاسْتِفادة۴. وهيَ تنْقسِم۵إلی: مُطابَقةٍ وتَضمُّنٍ واِلْتِزامٍ؛ ۱ قولهٗ: (كدلالة ’’أح أح‘‘) قال مولانا داؤد في حواشیه علیٰ شرح الشمسیة: الحقُّ أنّ هٰذا اللفظ بفتح الھمزة وضمِّها مع تخفیف الحاء وتشدیدھا، یدل علی الوجع.۔ (عن) ۲ قولهٗ: (فالدلالة عقلیة) اعلم! أنه لابد في الدلالة العقلیة من العلاقة الذاتیة، وھي علاقة التأثیر، فیشمل دلالة المؤثر علی الأثر كدلالة النار علی الدخان، وبالعكس، كدلالة الدخان علی النار، ودلالةِ أحد الأثرین علی الآخر كدلالة الدخان علی الحرارة؛ وحینئذٍ یندرج الدلالة الطبعیة الغیر اللفظیة، كدلالة سرعة النبض علی الحمّٰی في الدلالة العقلیة؛ فإن سرعة النبض أثر الحمّٰی، فانحصرت الدلالة في الخمسة ومن ثمة أنكر السید السند وجود هٰذه الدلالة۔. قلتُ: لا مضایقة في اجتماع الدلالتین باعتبارین مختلفین: فدلالة سرعة النبض من حیث أنه أثر الحمّٰی دالةٌ علیه ’’دلالة عقلیة‘‘، ومن حیث أنه حدث سرعةُ النبض بحَسَب اضطرار مزاج الشخص عند عُروض الحمّٰی دالةٌ علیه ’’دلالة طبعیة‘‘ ولاضیر فیه، فإنه ’’لولاالاعتبارات لبَطلت الحكمة‘‘. فتدبر.(عح بتغییر یسیر) ۳ قولهٗ: (والمَقصودبالبحث) كأنّ السائِل یسئَل: لِمَ اقتصَر المُصنّف علیٰ ذكر الدلالة اللفظیة الوضعیة -بأنْ یقسِّمھا إلی المطابقة والتضمُّن والالتزام- وأعرض عن سائر الأقسام؟ فأجاب: بأنّ بحث الألفاظ إنمَا ھوَ للإفادَة والاستِفادة، وھمَا حاصِلان من الدلالةِ اللفظیَّة الوضعیّة، فھيَ المَقصود في ھٰذا المُقام، ولا بدَّ من أقسَامھا، ولاحاجةَ إلیٰ غیرھا.۔(بن) ۴ قولهٗ: (إذْ علیھا مدار الإفادة والاستفادة) إذ الإشارة لاتحصل إلی المعدومات، والخطوط تحتاج إلی الآلاتِ، والعقود والنصب لیست بعامة الفھم حتّٰی یُعلَم بھما ما في الضمیر، والطبائع مختلفة، فلایحصل المَقصود بالطبیعة؛ ودلالة التأثیر قد تكون متلبسَة مخفیة؛ فمابقیت دلالة ھي أسھل وأشمل إلا الدلالة اللفظیة الوضعیة، فلھا الاعتبار۔، فلایرِد: أنه یُمكن الإفادَة والاستِفادة بغیر الدَّلالة اللفظیة الوضعیّة بالإشارات والخطوط والعُقود والنصب والطبعیة والعقلیة۔. ۵ قولهٗ: (وھي تنقسِم إلخ) الدلالة اللفظیة الوضعیة: إنْ كانت علیٰ تمام ماوُضع له -كدلالة الإنسان