شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
وَعَلیٰ جُزْءِهِٖ ’’تَضَمُّنٌ‘‘، وَعَلَی الْخَارِجِ ’’اِلْتِزَامٌ‘‘.۔ وَلاَبُدَّ فِیْهِ مِنَ اللُّزُوْمِ عَقْلاً أَوْ عُرْفاً؛ وَتَلْزَمُهُمَا الْمُطاَبَقَةُ وَلَوْ تَقْدِیْراً، وَلاَ عَكْسَ۔. لأنّ دَلالة اللفْظ بسَبب وَضْع الواضِع إمّا عَلیٰ تَمام المَوضوْع له، أوْ عَلیٰ جُزْءِه، أوْ عَلیٰ أمْر خارِج عنْهُ۔. قوْلهٗ (وَلا بُدََّ فِیْهِ): أيْ فيْ دَلالة الالتِزام۔. قوْلهٗ (مِنَ اللُّزُوْم): أيْ كوْنُ الأمْر الخارِج بحَیث یَستَحیل تَصَوُّر المَوضوْع لهٗ بِدُونهِ، سَواء كان ھذا اللزُّوْم الذِّهْني عَقلاً، كالبَصَر بالنِّسْبَة إلَی العَمیٰ۱؛ أوْ عُرْفاً۲، كالجُوْد بالنسْبَة إلَی الحَاتِم۔. علی الحیَوان الناطق- سمیت ’’مطابقةً‘‘؛ للتطابق بین اللفظ والمعنیٰ، وإن كانت علیٰ جزء ماوُضع له -كدلالة الإنسان علی الحیوان أو الناطق- سمِّیتْ ’’تضمُّناً‘‘؛ لكون المدلول في ضِمْن الموضوع لهٗ، وإن كانت علیٰ أمر خارج عنه یلازمه في الذھن -أي: یمتنع انفكاك تصور المسمّٰی عن تصوره، كدلالة الإنسان علیٰ قابل العلم وصنعة الكتابة- سمِّیتْ’’التزاماً‘‘؛ لكون الدلالة بسبب اللزوم الذھني.۔ (ایس) الملحوظة: اعلم! أن حصر الدلالة اللفظیة الوضعیة في المطابقة والتضمن والالتزام عقلي؛ فإنه وإن لم یكن دائرا بین النفي والإثبات إلا أنه راجع إلیه، بأن یقال: إن الدلالة إما: علی تمام الموضوع له، أو لا؛ الأول ’’مطابقة‘‘، والثاني لایخلو إما: أن یكون دلالة علی جزء الموضوع له، أو لا؛ الأول ’’تضمن‘‘، والثاني ’’التزام‘‘۔. الملحوظة: وإنما اختار المصنفؒ لفظ التمام دون الجمیع؛ لأن الثاني مشعر بالتركیب بخلاف الأول؛ ولذا یقال للواجب: إنه تمام الوجود بخلاف الجمیع.۔ (سل) مس ۱ قولهٗ: (كالبَصَر بالنسبة إلی العمیٰ) فإنه موضوع لعدم البَصَر عما من شأنه أن یكونَ بصیرا.۔ والبصر لازم عقلي له، فإنَّ العقل حاكِم بأنه یمتنع تعقل مفھوم العَمیٰ من غیر تعقل معنیٰ البصر.۔ (سل) ۲ قولهٗ: (عرفاً) بأن یكون اللفظ بحیث لایطلق إلا وینتقل الذھن منه إلیٰ ھٰذا اللازم بحَسَب التعارُف، لاالحكمِ العقلي، كالجود بالنسبة إلی الحاتم، فإنه لالزوم بین الجود والحاتم عند العقل؛ لٰكن لما صَدَر الجود عن المسمّٰی بـ’’الحاتم‘‘كثیراً غایةَ الكثرة عُدَّ من لوازم اسم الحاتم بحسب العرف، فإذا قیل: ’’فلان حاتمٌ‘‘ ینتقل منه إلیٰ جَوَاد بحسب العرف والعادة.۔(سل)