شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
والاكتِسَابِ -أيْ الحُصوْل بالنَّظْر۱-؛ فیَأخُذ التَّصوُّر قسْما۲مِن الضَّرورَة، فیَصیْر ضَرورِیًّا؛ وقسْما من الاكتِسَاب، فیَصِیر كسْبِیًّا؛ وكذا الحَالُ في التصْدِیق۔. فالمَذكوْرُ في ھٰذه العِبارَة صَریْحا ھوَ ’’اِنقِسَام الضَّرورَة والاكتِسَاب‘‘ ویُعلَم اِنقِسَام كلٍّ مِنَ التصوُّر والتصْدِیق إلَی الضرُورِيِّ والاكْتِسَابيِّ۳ضِمْناً وكِنَایةً، وهِيَ أبْلَغ۴وأحْسَن مِن التَّصْریْح۔. قوْلهٗ (بالضَّرُوْرَةِ۵): إشَارَة إلیٰ أنّ هٰذهِ القِسْمَة بدِیهِیَّة لاتَحتَاج إلیٰ تَجَشُّم كالإصغاء وتقلیب الحدقة وغیرهما.۔ وفي إطلاقٍ، الضروري: مایحصل بدون نظر وفكر في دلیل؛ والاكتسابي: ما یكون تحصیله بالفكر والنظر في المقدمات.۔ (شف ،سع) ۱ قولهٗ: (أي الحصول بالنظر) فسَّر الاكتسابَ بـ’’الحصول بالنَّظْر‘‘، والضرورةَ بـ’’الحصول بلا نظر‘‘، إشارة إلیٰ أنَّ بین النظري والبدیھي تقابُلاً بالعدم والمَلَكة. والنظر وجودي.۔(عن) الملحوظة: أما تقابل العدم والملكة، هو: كون الشیئین بحیث یكون أحدهما وجودیا، والآخر عدمیا قابلا للوجودي، كالعمیٰ والبصر؛ فإن العمیٰ عدم البصر عما من شأنه أن یكون بصیرا.۔ ۲ قولهٗ: (فیأخذ التصورقسماً إلخ) هٰذا مدلول العبارة صریحاً، ویلزم منه صَیْرورةُ التصوُّرِ ضروریاً وَكسبیاً؛ فثبت من هٰهُنا أنّ انقسام التصور إلی الضروري والمُكْتَسَب یعلم بالكنایة التي مدارھا علی اللزوم۔. (عن) والمعنٰی حینئذ: أن كلا من التصور والتصدیق یحصل قسما من الضروري والمكتسب، فیكون كل من الضروري والمكتسب مقسَما،والمفروض خلافه،وهو:أن المقسم هو التصور والتصدیق، لاأنهما قسمان. (عط) مس ۳ قولهٗ: (إلی الضروري والاكتسابي إلخ) وإنما عَدَل عن الضرورة والاكتساب إلیھما؛ لأن الحمل معتبر بین الأقسام والمقْسَم بالتقسیم الاصطلاحي الذي ھو المقصود الأصلي.۔(شاه) وفي نسخ الھندیة:’’إلی الضروري والكسبي‘‘؛لٰكن الأنسب’’الاكتسابي‘‘؛ لأنه هو المقابل للضروري، لاالكسبي، وهٰكذا في نسخة المطبوعة من دار احیاء التراث العربي۔. (مس) ۴ قولهٗ: (وھي أبلغ) أي الكنایة أبلغ شأناً وأحسنُ مكاناً من التصریح، الذي یعلم به من غیر فكر ورَوِیَّةٍ، ولا شك أنْ مایحصل بعد التَّعَب والمِحْنَة یكون جلیلَ الشأن رفیع المكان.۔(عن) ۵ قولهٗ: (ویقتسمان بالضرورة) أي بالبَداھة، كما یشیر إلیه الشارح بقوله: ’’إشارة‘‘ إلخ؛ ویحتمل أنْ یكون معناه بالوُجوب.۔(شیخ الإسلام) وفي نسخة التذھیب: ’’وینقسمان بالضرورة إلی الضرورة والاكتساب بالنظر‘‘۔. (مس)