شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
والمُصنِّف - رَحِمَهُ اللہ- لمْ یتَعرَّض لتَعریْفِهِ۱؛ إمَّا للاكتِفاء بالتَّصوُّر بوَجهٍ مَّا في مَقام التَّقسِیْم، وإمَّا لأنّ تَعریْف العِلْم مَشھوْر مُسْتَفیْض، وإمّا لأنّ العِلْم بدِیھيّ التَّصوُّر عَلی مَا قیْل۲.۔ قولهٗ (إنْ كانَ إذْعَاناً للنِّسْبَةِ۳): أي اِعتِقاداً۴للنسْبَة الخبَریَّة الثُّبوتیَّة، ۱قوله:(والمصنف لم یتعرَّض لتعریفه إلخ) جواب عمَّا یقال: إن المصنِّف قسَّم العلم إلی قِسمین قبلَ تعریفه وهو باطل! والجواب: إما لكفایة التصور بوجهٍ مَّا، یعني: أن المراد ببطلان التقسیم قبل التعریف: ((أن تقسیم الشيء قبل معرفته بوجهٍ ما باطل!)) وهو لم یلزم ھٰھنا؛ لأن العلم معلوم الأذھان بوجهٍ ما؛ وإما لأن تعریف العلم...۔۔۔(عن) ۲ قولهٗ: (علیٰ ما قیل) والقائل الإمام الرازي، ووجهُ الضُّعْف أنّ كون العلم بدیھیاً لایستلزم أن لایُنَبَّه علیه في مَقام التقسیم؛ فإنّ البدیھي أیضاً قد یكون خفیا، فلا بد لإزالةِ الخَفاء وَتعیینِ المقسم من التنبیه علیه.۔(سل) ۳ -۱ قولهٗ:(إن كان إذعانا للنسبة) الحكمیة فـ’’تصدیق‘‘؛ ومعنیٰ إذعان النسبة: إدراكها علیٰ وجه القبول، والإدراك علی الوجه المذكور یسمیٰ حكما؛ فالتصدیق علیٰ تعریفه هوالحكم فقط كما هو مذهب الحكماء، فیكون بسیطا؛ لكن یشترط في وجوده ثلاثة تصورات: تصور المحكوم علیه، وتصور المحكوم به، وتصور النسبة الحكمیة، أي: إدراك تعلق الخبر بالمبتدإ.۔ وإنما قلنا: الإدراك علی الوجه المذكور -الذي یطلق علیه اسم ’’التسلیم‘‘- هو الحكم؛ لأن الحكم علیٰ ما ذكره القوم: هو إدراك أن النسبة واقعة أو لیست بواقعة، ولا شك أن من أدرك النسبة الإیجابیة علیٰ وجه یطلق علیه اسم التسلیم فقد أدرك أنها واقعة؛ وكذا من أدرك النسبة السلبیة علی الوجه المذكور فقد أدرك أنها لیست بواقعة؛ ولما كان محصل ماذكره القوم راجعا إلی الإذعان، عبر عنه المصنف بـ’’الإذعان‘‘ اختصارا في العبارة۔. (التذهیب) ۳ -۲قولهٗ: (وإن كان إذعاناً للنسبة) أي: إدراكا علیٰ وجه الجزم، أو الظن، أي: إن كان إدراكاً لوقوعها أو لا وقوعها؛ واللام في قوله ’’للنسبة‘‘ زائد للتقویة، أي: إن كان إذعانَ نسبة، أي: إدراكا لها من حیث إنها واقعة أو لیست بواقعة؛ سواء كان ذلك الإدراك راجحا وهو ’’الظن‘‘، أو جازما غیر مطابق للواقع وهو ’’الجهل‘‘، أو مطابقا للواقع ولا یقبل التغیُّر وهو ’’الیقین‘‘، أو یقبل التغیر بتشكیك مشكِّك وهو ’’التقلید‘‘.۔ فكل -من: الظن والجهل المركب والیقین والتقلید-’’تصدیق‘‘عند المناطقة؛ لأنه إدراك وقوع النسبة أو لا وقوعها علیٰ وجه الجزم أو الظن؛ فلایدخل فیها’’التخییل، والشك، والوهم‘‘؛ هذا عند المناطقة؛