شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وَالسَّادِسُ: أنَّهُٗ فِي أيِّ مَرْتَبَةٍ هُوَ؟؛ لِیُقَدَّمَ عَلیٰ مَا یَجِبُ، وَیُؤخَّرَ عَمَّایَجِبُ.۔ وَالسَّابِعُ: اَلْقِسْمَةُ وَالتَّبْوِیْبُ؛ لِیُطْلَبَ فِيْ كُلِّ بَابٍ مَا یَلِیْقُ بِهِ.ٖ۔ أوِ النَّقْلِیَّة، الفَرْعِیَّة أوِ الأصْلِیَّة؛ كمَا یُبْحَث عَنِ المَنْطِق: أنَّه مِنْ جِنْسِ العُلُوْم الحِكمِیَّة أمْ لا؟۱ فإنْ فُسِّرَت الحِكْمَة بـ’’العِلْمِ بأحْوَال أعْیَانِ المَوْجُوْدَات۲ عَلیٰ مَاهِيَ عَلیْهِ فيْ نَفْس الأمْر بِقَدْر الطَّاقَة البَشَرِیَّة‘‘ لَمْ یَكُن مِنْهَا؛ إذْ لَیْسَ بَحْثُهُ إلاَّ عَن المَفْهُوْمَات والمَوْجُودَاتِ الذِّهْنِیَّة المُوْصِلَة إلَی التَّصَوُّر أوْ إلَی التَّصْدِیْق؛ وإنْ حُذِفَت الأَعْیَان۳مِنَ التَّفْسِیْر المَذْكوْر فَهُوَ مِنَ الحِكْمَةِ؛ ثُمَّ عَلَی التَّقْدِیْر الثَّانِيْ فَهُوَمِنْ أقْسَام الحِكْمَة النَّظَرِیَّة۴البَاحِثَة عمَّالَیسَ وُجُوْدُها بِقُدْرَتِنا واخْتِیَارِنَا.۔ ۱ قولهٗ: (من جنس العلوم الحكمیة أم لا) التردید هٰهنا بین كونه من العلوم الحكمیة، نظریةً كانتْ أو عملیة وبین عدم كونه منها، لا بین كونه من الحكمة العملیة أو من النظریة، كما فهم بقرینة ما سیأتي۔.(عب) ۲ قولهٗ: (بأحوال أعیان الموجودات) من قبیل إضافة الصفة إلی الموصوف، أعني الموجودات العینیة أي: الموجودات الخارجیة، فالعین: عبارة عن الموجود في الخارج، سواء كان جوهراً أو عرضاً۔. (سل) ۳ قولهٗ: (وإن حذفت الأعیان إلخ) بأن یقال: الحكمة: علم بأحوال الموجودات علیٰ ما هي علیه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشریة، والبحث في المنطق عن الموجودات الذهنیة علیٰ ما هي علیه في نفس الأمر، فهو داخِل في الحِكمة ومعدود من جنسها۔. (سل) ۴ قولهٗ: (فهو من أقسام الحكمة النظریة) اعلمْ! أنّ الحكمة علم بأحوال أعیان الموجودات علیٰ ما هي علیه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشریة، وتلك الأعیان إمّا الأفعال والأعمال التي وجودها بقدرتنا واختیارنا أو لا؛ فالعلم بأحوال الأول من حیث أنه یؤدی إلیٰ صلاح المعاش والمعاد یسمیّٰ ’’حكمیة عملیة‘‘، والعلم بأحوال الثاني یسمیّٰ ’’حكمة نظریة‘‘، وكل منهما علیٰ ثلٰثة أقسام: أما العملیة؛ فلأنها: إما علم بمصالح شخص بانفراده لیتحلیّٰ بالفضائل ویتخلّٰی عن الرذائل یسمیّٰ ’’تهذیب الأخلاق‘‘؛ وإمّا علم بمصالح جماعة مشاركة في المنزل كالوالد والمولود، یسمیّٰ ’’تدبیر المنزل‘‘؛ وإما علم بمصالح جماعة مشاركة في المدینة، یسمیّٰ بـ’’السیاسة المدنیة‘‘.۔ وأما النظریة؛ فلأنها: إما علم بأحوال ما لایفتقر في الوجود الخارجي دُون التعقل إلی المادة،