شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
وَالرَّابِعُ: اَلْمُؤلِّفُ؛ لِیَسْكُنَ قَلْبُ الْمُتَعَلِّمِ.۔ وَالْخَامِسُ: أنَّهٗ مِنْ أيِّ عِلْمٍ هُوَ؟؛ لِیُطْلَبَ فِیْهِ مَا یَلِیْقُ بِهِ.ٖ۔ هٰهُنا الإشَارَة إلیٰ وَجْه تَسْمِیَة العِلْم، كمَایُقَال: إنَّمَا سُمِّيَ المَنْطِق مَنْطِقا؛ لأنَّ ’’المَنْطِقَ‘‘ یُطْلَق عَلَی النُّطْق الظَّاهِرِيِّ، وَهُوَ التَّكَلُّم، وعَلَی البَاطِنيِّ، وَهُوَ إدْرَاك الكُلِّیَّات؛ وهٰذا العِلْم یُقَوِّيْ الأوَّل، ویُسْلَك بالثَّانِي مَسْلَكَ السَّدَاد، فاشْتُقَّ لهٗ اِسْمٌ مِنَ النُّطْق.۔ فالمَنْطِق إمَّا مَصْدَرٌ مِیْمِيٌّ بمَعْنَی النُّطْق، أُطْلِق عَلَی العِلْم المَذْكوْر۱ مُبَالغَةً فيْ مَدْخَلِیَّتِه فيْ تَكْمِیْل النُّطْق، حَتّٰی كأنَّه هُوَ؛ وإمَّا اِسْمُ مَكانٍ كأنَّ هٰذا العِلْم مَحَلُّ النُّطْقِ ومَظْهَرُه؛وفيْ ذِكْر وَجْه التَّسْمِیَة إشَارَة إجْمَالیَّة إلیٰ مایُفَصِّلُه العِلْم مِنَ المَقاصِد.۔ قَوْلهٗ (وَالرَّابِعُ: المُؤَلِّفُ۲): أيْ مَعْرِفَة حالِهِ إجْمَالا؛ لِیَسْكُن قَلْبُ المُتَعَلِّم عَلیٰ مَاهُوَ الشَّأْنُ۳فِي مَبادِي الحَالِ مِن مَعْرِفَة حَال الأقْوَال بمَرَاتِب الرِّجَال۔. وَأمَّا المُحقِّقُوْن فَیَعْرِفُوْن۴الرِّجَال بالحَقِّ لاالحَقَّ بالرِّجَال، ولنِعْمَ مَا قالَ الإشارة إلی وجه تسمیة العلم، وفي ذكر وجه التسمیة إشارة إجمالیة إلی مایفصل العلم من المقاصد‘‘ انتهیٰ كلامه۔.(شف) ۱ قولهٗ: (علم المذكور) أي: قیل لهٰذا العلم’’المنطق‘‘؛ لغایة مداخلته في تكمیل المنطق أي: النطق، وسمَّاه الغزالي ’’معیارالعلوم‘‘، والمعیار هو: مایختبر به الشيء ویعرف نقصانه من تمامه، حساً أو معنیً، وهٰذا العلم كذٰلك؛ ویسمّٰی أیضاً ’’علم المیزان‘‘؛ لأن القوَّة الناطقة تزِن به ماتفكر فیه من الإدراكات، فتدرك صحة الصحیح وسقم السقیم؛ ویسمّٰی’’مفتاح العلوم العقلیة‘‘؛ لأن به تفتح أبوابها -أي: أطرافها- الموصلة إلیها وبه یتأتی سلوكها؛ ولذٰلك وصَّوا علی تقدیمه في التعلیم بعد النحو، كما قال الغزالي: اركب جواد النحو ثم لیكن منك علَی المنطق إكباب (نظ) ۲ قولهٗ: (والرابع المؤلف) أي: تعیین المؤلِّف؛ لیطمئنّ قلب الشارع في قبول كلامه بالاعتماد علیه۔. (بح) ۳ قولهٗ: (علیٰ ما هو الشان) أي: حال المتعلم في مبادي حاله۔.(عب) ۴ قولهٗ: (وأمّا المحققون فیعرفون إلخ) الحاصل: أنّ المحققین یعرفون الرجال بالحق؛ فإنْ كان