شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وَ’’الْمُقَدَّمَاتُ‘‘ لِمَایَتَوَقَّفُ عَلَیْهِ الشُّرُوْعُ بِوَجْهِ الْبَصِیْرَةِ، وَفَرْطِ الرَّغْبَةِ، كَتَعْرِیْفِ الْعِلْمِ، وَبَیَانِ غَایَتِهِٖ، وَمَوْضُوْعِهِ. وَكَانَ الْقُدَمَاءُ یَذْكُرُوْنَ فِيْ صَدْرِ الْكِتَابِ مَا یُسَمُّوْنَهُٗ الرُّؤوْسَ الثَّمَانِیَةَ.۔ اَلْأوَّلُ: اَلْغَرَضُ، لِئَلاَّ یَكُوْنَ طَلَبُهُٗ عَبَثاً.۔ٖ۔ وَالثَّانِيْ: اَلْمَنْفَعَةُ، أيْ مَایُشَوِّقُ الْكُلَّ طَبْعاً؛ لِیَنْشَطَ فِي الطَّلَبِ، وَیَتَحَمَّلَ الْمَشَقَّةَ.۔ وَالثَّالِثُ: اَلتَّسْمِیَةُ۱، وَهِيَ عُنْوَانُ الْعِلْمِ؛ لِیَكُوْنَ عِنْدَهُٗ إِجْمَالُ مَایُفَصِّلُهُ.ٗ۔ وَجْه الخُبْرَة، وَیُسَمّٰی ’’مُقَدَّمَات‘‘ كَمَعْرِفَة الحَدِّ وَالغَایَة وَالمَوْضُوْع.۔ والفَرْق بَیْنَ المُقَدَّمات والمَبادِیٔ بهٰذا المَعْنیٰ ممَّا لایَنبَغِي أنْ یَشْتَبِه؛ فإنَّ المُقدَّمَاتِ خارِجَة۲عنِ العِلْم لامَحَالَة، بخِلافِ المَبادِیٔ۳. فَتَبَصَّرْ! قوْلهٗ (یَذْكُرُوْنَ): أيْ فِي صَدْر كُتُبِهِم علیٰ أنَّها مِنَ المُقدَّمات، أوْ مِن المَبادِیٔ بالمَعْنَی الأَعَمِّ۴.۔ ۱ قال المصنف: (التسمیة) هٰکذا في الطبعة العلَویَّة؛ و في الطبعة البیروتیَّة وفي بعض نسخ الهندیّة، ’’السِّمَةُ‘‘. (عش) ۲ قولهٗ: (فإن المقدمات خارِجة) ومنهم مَن فسّر ’’المقدّمة‘‘ بما یعین في تحصیل الفنّ، فیكون المقدّمات أعمّ۔ . (بح) ۳ قولهٗ: (بخلاف المبادیٔ) فإنّها أعمّ مِن أن یكون داخلة في العلم أو لا۔. ۴ قولهٗ: (بالمعنی الأعمّ) لا بالمعنی الأخصّ؛ لأنّ الرء وس الثمانیة خارِجة عن العلم ویتوقف علیها الشروع علیٰ وجه البصیرة۔.