شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
وَقَدْ یُقَالُ ’’الْمَبَادِيْ‘‘ لِمَا یُبْدَأُ بِهِٖ قَبْلَ الْمَقْصُوْدِ؛ لِذَوَاتِها أوْ لأَمْر یُسَاوِیْها؛ فَإنَّ اللاحِق للشَّيْءِ۱لِمَا هُوَ هُوَ یَتَنَاوَل الأعْرَاض الذَّاتِیَّة جَمِیْعا، عَلیٰ مَا قَال المُصَنِّف۲فِي ’’شَرْح الرِّسَالَة الشَّمْسِیَّة‘‘. ثُمَّ إنَّ هٰذَا القَیْدَ یَدُلُّ عَلیٰ أَنَّ المُصَنِّف اِخْتَار مَذْهَب الشَّیْخ فِي لُزُوْمِ كَوْن مَحْمُوْلات المَسَائِل أَعْرَاضاً ذَاتِیَّة لِمَوْضُوْعَاتِها، وَإِلَیْه ینْظُر كَلام شَارِح المَطَالِع؛ لٰكِن الأُسْتَاذ المُحَقِّق أَوْرَد عَلَیه۳أَنَّه كَثِیْراً مَّا یَكُوْن مَحْمُوْلُ المَسْألَة بِالنِّسْبَة إلیٰ مَوْضُوْعِها مِنَ الأعْرَاض العَامَّة الغَرِیْبَة۴، كَقَوْل الفُقَهَاء: كُلُّ مُسْكِر حَرَام۵، وَقَوْلِ النُّحَاة: كُلُّ فَاعِل مَرْفُوْع، وَقَوْلِ الطَبِیْعِیِّیْن: كُلُّ فَلَك مُتَحَرِّك۶ عَلَی الاسْتِدَارَة۷؟ نَعَم! یُعتَبَر أنْ لایَكوْن أعَمَّ مِنْ مَوْضُوْع العِلْم، وَصَرَّح ۸ قولهٗ: (سواء كان لحوقها إیاها) أي الأعراض الذاتیة المحمولة إیاها، أي: لذوات الموضوعات، ’’لذواتها‘‘ أي: بلاواسطة أمر، كالتعجُّب اللاحِق للإنسان، ’’أو لأمر یساویه‘‘ أي: ذٰلك الأمر لموضوعات المسائل كالضحك العارض للإنسان بواسطة التعجب المساوي له۔.(عب) ۱ قولهٗ: (فإنّ اللاحق للشيء إلخ) الحاصل: أنّ لحوق الأمور الخارِجة للموضوعات لاستعدادها الذاتي الشامِل لِكِلا اللحوقین، أي: اللحوق بواسطة، واللحوق بلا واسطة۔. (عب) ۲ قولهٗ: (علیٰ ما قال المصنف) یعني: أنّ هٰذا الكلام -أعني: اللاحق للشيء بما هو هو- وقع هناك، والمصنِّف في شرحه جعله شاملا للأعراض الذاتیة جمیعاً، فالصواب أنْ یحمل قوله: ’’لذواتها‘‘ في ’’التهذیب‘‘ المنسوب إلیه علیٰ ذٰلك، ویجعل شاملاً جمیعاً۔. (عب) ۳ قولهٗ: (أورد علیه) یعني: منع تلك اللزوم بسند أنه كثیراً ما إلخ.۔ ’’علیه‘‘ أي: علیٰ مذهب الشیخ الرئیس.۔ والأستاذ المحقق هو: جلال الدین الدَّوَّاني.۔(عب بزیادة) ۴ قولهٗ: (الأعراض العامة الغریبة) وهي: الأمور التي تعرض الشيء بواسطة أمر، أعمَّ منه أو أخصَّ أو مُبَایِنٍ له۔. (عب) ۵ قولهٗ: (كل مسكر حرام) فإنّ محمول هٰذه المسئلةِ حرام، وهو عارِض للمُسكِر بواسطة كونه منهیا عنه، وهو أعم من المُسكِر؛ لوجوده في الدّم والبول وغیر ذٰلك۔. (عب) ۶ قولهٗ: (كلّ فلك متحرِّك) فإنّ الحَرَكة عارضة للفلك بواسطة الجسم، وهو أعمّ من الفلك۔. (عب) ۷ قولهٗ: (علی الاستدارة) الحركة علی الاستدارة أنْ یفارِق كلّ جزء من أجزاء مكانه، ویلازم كل مكانه كما في حركة الرحیٰ۔. (عب)