شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وَتَذْكِرَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَنْ یَّتَذَكَّرَ مِنْ ذَوِي الأَفْھَامِ، سِیَّمَا الْوَلَدُ الأَعَزُّ الحَفِيُّ الحَرِيُّ بالإكْرَامِ، سَمِيُّ حَبِیْبِ اللهِ -عَلَیْهِ التَّحِیَّةُ والسَّلامُ-، لازَالَ لَهُٗ مِنَ التَّوْفِیْقِ قِوَامٌ، وَمِنَ التَّأیِیْدِ عِصَامٌ، وعَلَی اللهِ التَّوَكُّلُ وبِهِ الاعْتِصَامُ۔. والأوّل للمُتعلِّم، والثَّاني للمُعلِّم۔. قوله (مِنْ ذَوِيْ الأَفْهَامِ): بفتْح الھَمْزة، جمعُ فَهْم؛ والظَّرْف إمَّا: في مَوضِع الحَال منْ فاعِلِ ’’یتَذكَّرُ‘‘، أو مُتعلِّق بـ’’یَتَذَكَّر‘‘ بتَضمِین مَعنَی ’’الأخْذ۱أو التَّعلُّم‘‘، أي یتَذكَّر آخذاً أومتَعلِّماً من ذوِي الأفهام؛ فهٰذا أیضاً یحتَمِل الوجھَیْن۲۔. قوْلهٗ (سِیَّمَا): السِيُّ بمعنی المِثْل، یقال: ھمَا سِیَّان أي مِثْلان؛ وأصْل’’سِیَّما‘‘ أوتَفهیمُه للغیر؛ فعَلی الأوَّل هوَ تَبصرةٌ للمتعَلِّم المُبتدي، وعَلی الثَّاني للمُعلِّم المُنتھي۔. وكذا قَول المُصنِّف ’’تَذكِرَةً لمَن أرَاد‘‘، ویُمكِن اعتباره بالنسبَة إلی كِلَیهما؛ فإن أُرید ’’لمَن أراد أن یتَذَكَّر ویَحفظ آخِذا أو مُتَعلِّما مِن ذَوي الأفهام‘‘ كانَ تَذكرِة للمُبتدي، وإن أریدَ’’لمَن أراد أنْ یتذَكر حَال كون مَن تذَكر مِن ذَوي الأفهام‘‘ كان ظاهِر الانطِباق عَلی المُنتھي.۔ ولایخفیٰ أن التبْصِرة أنسَب بالمُبتدي، والتذكرةَ بالمنتهي۔. (یزد) ۱ قولهٗ: (بتضمینِ معنی الأخذ) لأنّ التذكُّر لازمٌ لایتعدَّی بكلمَةِ ’’مِنْ‘‘، والتضمینُ ھوَ عبارة: عن إرادة معنی الفعل أو شِبھهٖ عن لفظ فعلٍ آخرَ أوْمعناه، نحو قوله تعالیٰ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَیْلَةَ الصِّیَامِ الرَّفَثُ إلیٰ نِسَائِكُمْ} أي: الإفضاء إلی نسائكم.۔ (عبد النبي من شاه جهاني) محمد إلیاس ۲ قولهٗ: (فهٰذا أیضاً یحتمل الوجهین) أي قولهٗ: ’’تذكرَةً‘‘ إلخ یحتمل أنْ یكون للمُعلِّم أو المُتعَلِّم، مثل قوله ’’تبصرة‘‘؛ لأنّ قوله: ’’مِن ذوي الأفھام‘‘ إذا كان متعلِّقاً بقوله ’’ثابتاً أو كائناً‘‘، فیكون حالاً من الضمیر المُستكِن في قوله ’’أن یَتَذكَّرَ‘‘، فیكون ظرفاً مستقِراً لإستقراره مقام متعلقه، فحینئذٍ لایراد بـ’’مَنْ أَرَادَ أنْ یَتَذَكَّرَ‘‘ إلا المُعلِّم؛ لأنّ معنیٰ ذوي الأفھام ’’أصحاب العلوم‘‘، ومِن صفات صاحِب العِلْم التعلیمُ، لاالتعلُّمُ؛ وإلایلزم تحصیل الحاصل، وھو مُحال۔. وإذا كان قولهٗ ’’مِنْ ذوي الأفھام‘‘ متعلقاً بقوله ’’یتَذكر‘‘ بعد تضمینِ معنی الأخْذِ والتَعَلُّم، فیَكون ظرْفاً لغْواً؛ لإلغائه عن أنْ یقوم مقام متعلِّقه؛ لكونه مذكوراً، فحینئذٍ یكون ’’مَنْ أرَادَ‘‘ آخذاً ومعلماً من ذوي الأفھام، فیكون ’’من أراد أن یتذكر‘‘ حینئذٍ للمُتعلِّم، كما لایخفیٰ۔. (عبد)