شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
 |
الاعْتِقادات۱؛ وإنْ كانَ عِبَارةً عنْ مَجموْع الإقرَار باللِّسَان والتَّصدِیق بالجَنان والعَمَل بالأرْكان؛ أو كان عِبارةً عنْ مجرَّد الإقرَار باللسَان، فالإضَافة ’’لامِیَّة‘‘۔.
قوْلهٗ (جَعَلْتُهٗ تَبْصِرَةً): أي مُبصِّرا۲، ویَحتمِل التجَوُّز في الإسْناد.۔ وكذا قوْلهٗ: تَذْكِرَةً۔.
قوْلهٗ (لَدَی الإفھَامِ۳): بالكسْر، أي تفھیْم الغیْر إیَّاه۴، أو تَفھیْمُه للغَیر؛
فإنْ قیلَ: لابُدَّ في الإضافة البیانیّة مِن’’العموم منْ وجهٍ‘‘بین المُضافَین -مثل: خاتمُ فضةٍ-، و’’العقائد‘‘ أعمّ مطلقا من الإسلام الذي هو نفسُ الاعتقادات؟ قلنا: لابد في الإضافة البیانیّة من صدقِ المُضاف علی المُضاف إلیه سواءٌ كان بیْنهما عمومٌ من وجهٍ أو عموم مطلقاً، بأنْ یكون المُضاف أعم من المُضاف إلیه، حتّٰی یصحَّ كون المضاف إلیه بیاناً للمضاف.۔ (عن مِن شاه) مس
الملحوظة: القول الثاني -وهو، الإسلام: عبارة عن مجموع الإقرار باللسان، والتصدیق بالجنان، والعمل بالأركان- مذھب المعتزلة؛ والقول الأخیر هو مذھب الكرامیة۔.
۱ قولهٗ: (عن نفس الاعتِقادات) لَعَمرِيْ! كیف اِجْتَرأَ الشارِح ومُحشوا هٰذا الشرح علیٰ أنّ الإضافة بیانیة! إذا كان الإسلام عبارة عن نفس الاعتقادات؛ فإنّ الحق أنّ ’’العقائد‘‘ جَمْع عقیْدَة، وھيَ: القضیّة التي یتعلق بھا التصدیق، والاعتقادات التصدیقات، فبَیْن العقائدِ والإسلام فرق بالعلم والمعلوم، لیس بَیْنَھما عموم ولا اتحاد حتّٰی یكون الإضافة بیانیّة؛ بل الإضافة علی التقدیر الأوّل والتقدیرین الآخرین لامیّة بأدنیٰ الملابسة.۔ فافھم ولاتكن من المقلدین للأموات۔. (عح)
۲ قولهٗ: (مبصِّراً) دفعُ توھُّم: وھو أنَّ الـ’’جَعل‘‘ یتعدّی إلیٰ مفعولین: فالمفعول الأوّل ضمیر المفعول الراجع إلی ’’الكتاب‘‘، والثاني ھو قولهٗ ’’تَبْصِرَةً‘‘، ویكون مفعولهٗ الثاني مُسنِداً إلَی الأول، فیلزمُ أن یكون ’’التَّبْصِرَة‘‘ مُسنِداً إلی ’’الكتاب‘‘، مع أن المَصدر یأبیٰ عن أن یُسند إلیٰ شيء! وتقریر الدفع: أن ھٰھنا مجازاً لُغَویاً، فـ’’التبصرة‘‘ بمعنیٰ المُبَصِّر مَجاز لغَويٌّ، أو مَجازاً عقلیاً، فإسناد الـ’’تبصِرَة‘‘ إلی ’’الكتاب‘‘ مُبالغةً۔.
الملحوظة: المجاز اللغوي: هو الكلمة المستعملة في غیر ما وُضعتْ له لعلاقةٍ مع قرینةٍ مانعة من إرادة المعنی الأصلي، نحو: رأیت أسدا یخاطب الناس، وأمطرت السماء نباتا؛ والمجاز العقلي: هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلی غیر ما هو له عند المُخاطب في الظاهر لعلاقة مع قرینة مانعة من إسناده إلی ما هو له، نحو: سال الوادي أي ماءه.۔ (مس)
۳ قوله: (الإفهام) -بالكسر- یتعدی إلیٰ مفعولَین، فمفعوله الأوَّل هٰهنا محذوف، أعني ’’مطالب الكتاب ومقاصده‘‘، والثاني: أشار الشارح بقوله: ’’إیَّاه‘‘ أوْ ’’للغیر‘‘.۔(سل)
۴ قولهٗ: (أي تفھیم الغیر إیاه) من إضافة المَصدر إلی الفاعِل أو المَفعول، أي: تَفهیم الغیرِ إیَّاه