شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
یَكوْن عِلَّة لِحُصُوْل العِلْم۱بِالنِّسْبَة الإیْجَابِیَّة أوِ السَّلْبِیَّة المَطْلُوْبَة فِي النَّتِیْجَة؛ وَلِهٰذا یُقَال لهٗ: ’’الوَاسِطَة فِي الإثْبِات‘‘ وَ’’الوَاسِطَة فِي التَّصْدِیْق‘‘؛ فَإنْ كَان مَعَ ذٰلِك وَاسِطَةً فِي الثُّبُوْت أیْضاً -أيْ عِلَّة لِتِلْك النِّسْبَة الإِیْجَابِیَّة أوِ السَّلْبِیَّة فِي الوَاقِع وَفِي نَفْس الأمْر، كَتَعَفُّن۲الأخْلاط فِي قَوْلِك: ’’هٰذَا مُتَعَفِّن الأخْلاط، وَكُلُّ مُتَعَفِّن الأخْلاط فَهوَ مَحْمُوْم، فَهٰذا مَحْمُوْمٌ‘‘؛- فَالبُرْهَان حِیْنَئِذٍ یُسَمّٰی ’’بُرْهَان اللِّمِّ‘‘؛ لِدَلالَتِه عَلیٰ مَا هُوَ ’’لِمُّ‘‘۳الحُكْمِ وَعِلَّتُه فِي الوَاقِع؛ وَإنْ لَمْ یَكُنْ وَاسِطَة فِي الثُّبُوْت -یَعْنِي لَمْ یَكُن عِلَّةً للنِّسْبَة فِي نَفْس الأمْر- فَالبُرْهَان حِیْنَئِذٍ یُسَمّٰی ’’بُرْهَان الإِنِّ‘‘؛ حَیْث لَمْ یَدُلَّ إلاَّ عَلیٰ إِنِّیَّة الحُكْم وَتَحَقُّقِه فِي الذِّهْنِ، دُوْنَ عِلِّیَّتِه للحُكْم فيْ الوَاقِع۴؛ سَوَاء كَانَتِ الوَاسِطَة حِیْنَئِذٍ۵مَعْلُوْلا لِلْحُكْم -كَالْحُمّٰی فِي قَوْلنَا: ’’زَیْدٌ مَحْمُوْم، وَكُلُّ مَحْمُوم مُتَعَفِّن الأخْلاط، فَزَیْد مُتَعَفِّن الأخْلاط‘‘؛ وَقَد یُخَصُّ هٰذَا بِاسْم ’’الدَّلِیْل‘‘-، أوْلَمْ یَكُنْ مَعْلُوْلا لِلْحُكْم، كَمَا أنَّه لَیْس عِلَّةً لهٗ؛ بَلْ یَكوْنَان مَعْلُوْلَیْن لِثَالِث، وَهٰذا لَمْ یَخْتَصّ بِاِسْمٍ، كَمَا یُقَال: ’’هٰذِهِ الحُمّٰی تَشْتَدُّ غِبًّا، وَكُلُّ حُمّٰی تَشْتَدُّ غِبًّا مُحْرِقَة، فهٰذِہ الحُمّٰی مُحْرِقَة‘‘؛ فإنَّ اشْتِدَادهَا غِبًّا لَیْس ۱ قولهٗ: (لحصول العلم إلخ) أي: في الذهن كالتغیر؛ فإنه علةٌ لحصول الحكم بحُدُوث العالَم في الذِّهن، فهو واسطة إثبات الحكم والتصدیق.۔ (عح) ۲ قولهٗ: (كتعفُّن الأخلاط) فإنّ تعفّن الأخلاط كما أنه علة لثبوت الحمّٰی في الذهن، كذٰلك علة لثبوته في الواقع أیضاً، علیٰ ما یظهر بالمراجعة في كتب الطب.۔(سل) ۳ قولهٗ: (لِمُّ) اللِّمِّيُّ: ما ینتقل فیه من العلة إلی المعلول؛ مأخوذ من ’’لِمَّ‘‘ الذي یسئل به عن علة الشيء؛ وأصلُه: ’’لِمَا‘‘ حذفت الألف -لما هو المقرر مِن: أن الجار والمجرور إذا دخل علی ’’ما‘‘ الاستفهامیة حذفت ألفها فرقا بینها وبین ’’ما‘‘ الموصولة، قال تعالیٰ: {لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}،{عَمَّ یَتَسَاءَلُوْنَ} ثم شدّد المیم للنقل. (مر) ۴ قولهٗ: (دون علیَّته في الواقع) لأنه یدل علی إنیة الحكم وتحققه في الواقع لا علی العلیَّة؛ فالإني ما ینتقل فیه من المعلول إلی العلة، مأخوذ من ’’إنَّ‘‘ التي هي إحدی الحروف المشبهة بالفعل.۔ (مر) ۵ قولهٗ: (سواء كان الواسطة حینئذٍ) أي حینَ لم یكن علة للنسبة المطلوبةِ في النتیجة في نفس الأمرِ والواقعِ، أي: لم یكن واسطة في الثبوت.۔