شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وَتَنْقَسِم إلیٰ مُشَاهَدَاتٍ بالحِسِّ الظَّاهِر، وَتُسَمّٰی ’’حِسِّیَّات‘‘، وَإلیٰ مُشَاهَدَات بِالحِسِّ البَاطِنِيِّ، وَتُسَمّٰی’’وِجْدَانِیَّات‘‘؛ وَالأوَّل إمَّا أنْ یَكوْن تِلْك الوَاسِطَة بِحَیْث لاتَغِیْب عَنِ الذِّهْن عِنْد حُضُوْر الأطْرَاف، أوْ لاتَكوْن كَذٰلِك؛ وَالأوَّل هِي’’الفِطْرِیَّات‘‘، وَتُسَمّٰی ’’قَضَایا قِیَاسَاتُها مَعَها‘‘۱؛ وَالثَّانِي إمَّا أنْ یُسْتَعْمَل فِیْه الحَدْس -وَهُوَ اِنْتِقَال الذِّهن مِنَ المَبَادِي إلَی المَطَالِب- أوْ لایُسْتَعْمَل؛ فَالأوَّل ’’الحَدْسِیَّات‘‘۲؛ وَالثَّانِي إنْ كانَ الحُكْم فِیْه حَاصِلا بِإخْبَار جَمَاعَة۳ یَمْتَنِع عِنْدَ العَقْل تَوَاطُؤهمْ عَلَی الكِذْب، فَهوَ’’المُتَوَاتِرَات‘‘، وَإنْ لَمْ یَكُنْ كَذٰلِك؛ بَلْ حَاصِلا مِنْ كَثْرَة التَّجَارُب، فَهِي ’’التَّجْرِبِیَّات‘‘؛ وَقَدْ عُلِم بِذٰلِك حَدُّ كُلِّ وَاحِد مِنْها.۔ ۱ قولهٗ: (قیاساتها معها) صفة للقضایا، معناها: القضایا التي دلائلها ملحوظة معها، بلااحتیاج إلیٰ شيء غیر حاصلٍ بملاحظة الطرفین، نحو: ’’الأربعة زوج‘‘ بالجزم بواسطة الانقسام إلی المتساویین، هو الملحوظ مع مفهومي الطرفین؛ فكأنه قیل: ’’الأربعة منقسم بمتساویین، وكلّما كان هٰكذا فهو زوج‘‘۔.(برهان) ومنه قوله علیه السلام: ((عن عبد اللهؓ قال: قلتُ: یارسول اللّٰهﷺ! أيُّ الذنب أعظمُ؟ قال: أن تجعل لله نِدًّا ’’وهو خلقك‘‘ إلخ.۔(رواه الترمذي في تفسیر سورة الفرقان) ۲ قولهٗ: (فالأوّل الحدسیات) اعلم! أنا إذا أردنا إدراك الإنسان فتأمّلنا فیه وجدنا مبادیه: كالحیوان، والناطق؛ ثم رتَّبْناهما: بأنْ قدّمنا العامّ علی الخاصّ، وانتقلنا منه إلی الإنسان؛ فهٰهنا حركتان تدریجیَّتان: الأُولٰی من المطلوب -أي الإنسان- إلی المبادي أي: الحیوان والناطق.۔ والثانیة: من المبادي إلی الإنسان؛ فمجموع الحركتین هو الفكر ومقابله الحدس، وهو: مجموع الانتقالین الدفعیین من المطالب إلی المبادي، ومنها إلی المطلوب؛ وقد یطلق علی الانتقال الأوّل الدفعي أیضاً، وتارةً علی الانتقال الثاني الدفعي، وهو أعمّ مِن أن یكون عقیب شوق وتعب أو لا، ومثاله: ’’نور القمر مستفاد من نور الشمس‘‘؛ فإنا نجزم به بعد ملاحظة اختلاف أشكال القمر باختلاف أوضاعه من الشمس قرباً و بعداً، أو بزیادة القرب والبعد وملاحظة الترتیب بین المقدمات، كذا قیل.۔ (عب) ۳ قولهٗ: (بإخبار جماعة) قال بعضهم: إنّ العدد شرط في المتواترات، وهو خمسةٌ أو إثنیٰ عشر أو عشرون أوأربعون أو سبعون أو ثلاث مأة؛ وهٰذا القول باطل، فإنا نعلم قطعاً أنه یحصل لنا العلم بالمتواترات بواسطة إخبار المخبرین مع كونهم غیر معدودین بالأعداد المذكورة، فإذا حصل الیقین فقد تمّ العدد، فربما یحصل عدد كثیر ولایحصل الیقین، وربما یكون العدد قلیلاً ویحصل الیقین بسبب عدالة المخبرین.۔(سل، شاہ)