شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
وَأُصُوْلُهَا: اَلْأوَّلِیَّاتُ، وَالْمُشَاھَدَاتُ، وَالتَّجْرِبِیَّاتُ، وَالْحَدْسِیَّاتُ، وَالْمُتَوَاتِرَاتُ، وَالْفِطْرِیَّاتُ.۔ فَبِاعْتِبَار التَّصْدِیْق لَمْ یَشْمُلِ الشَّكَّ۱ وَالوَهم والتَّخْیِیْل وسَائِر التَّصَوُّرَات، وَقَیْد ’’الجَزْمِ۲‘‘ أَخْرَج الظَّنَّ، وَ’’المُطَابَقَةِ‘‘ الجَهلَ المُرَكَّب۳، وَ’’الثَّابِتِ‘‘ التَّقْلِیْد.۔ ثُمَّ المُقَدَّمَات الیَقِیْنِیَّة إمَّا بدِیهِیَّات أوْ نَظَرِیَّات مُنْتَهِیَة إلیٰ البَدِیهِیَّات؛ لاسْتِحَالَة الدَّوْر والتَّسَلْسُل۴.۔ قَوْلهٗ (وَأُصُوْلُها): فَأُصُوْل الیَقِیْنِیَّات۵هِی البَدِیهِیَّات، وَالنَّظَرِیَّات مُتَفَرِّعَة عَلَیْها.۔ وَالبَدِیْهِیَّات سِتَّة أقْسَامٍ بِحُكمِ الاسْتِقْرَاء.۔ وَوَجْهُ الضَّبْطِ أنَّ القَضَایا البَدِیْهِیَّةَ إمَّا أنْ یَكوْن تَصَوُّر طَرَفَیْها مَعَ النِّسْبَة كَافِیاً فِي الحُكْم وَالجَزْم، أوْ لایَكوْن؛ فَالأوَّل هوَ ’’الأَوَّلِیَّات‘‘، وَالثَّانِي إمَّا أنْ یَتَوَقَّف عَلیٰ وَاسِطَة غَیْرِ الحِسِّ الظَّاهِر وَالبَاطِن، أوْ لا؛ الثَّانِي ’’المُشَاهَدَات‘‘، ۱ قولهٗ: (لم یشمل الشك) الشكُّ: عبارة عن تساوي الطرفین، فلیس فیه إذعان النسبة، والوهم: هو الطرف المرجوح الذي لم یتعلق به الإذعان؛ بل تعلَّق بالطَّرَف الراجح. (عب) ۲ قولهٗ: (وقید الجزم) أخرَج الظنَّ؛ لأنه یحتمل النقیض، والجزم: عبارة عن عدم احتماله.۔ (عب) ۳ قولهٗ: (الجهل المركّب) فإن الاعتقاد بأنّ زیداً قائم، والحال أنه لیس بقائم غیرُ مطابق للواقع؛ بل جهل عن عدم قِیَامه، ومَن اعتقد أنّ اعتقاده مطابِق للواقع فقد جَهِل عن جهله، فصار جهله مركباً عنْ جهله، أي عنْ جهل ذٰلك الجهل.۔(عب) ۴ قولهٗ: (لاستحالة الدور أو التسلسل) فإنّ سلسلة اكتِسَاب النظریات لو لم تكنْ منتهیةً إلی البدیهیات، فإما أن تذهب لا إلیٰ نهایة فیلزم التسلسل، أو تعود فیلزم الدور، وكلاهما مُحالان.(سل) ۵ قوله: (أصول الیقینیات)، وهي ستة: وجه الحصر أن العقل إما: أن یجزم بالحكم بین الطرفین بدون واسطة، أو لا؛ الأول ’’الأولیات‘‘، والثاني إما: أن تكون الواسطة فیه الحس الظاهر فقط، وهو ’’المشاهدات‘‘، أو هو مع تكرار المشاهدة وعلم الحقیقة، وهو ’’الحدسیات‘‘، أو بدون علمها، وهو ’’التجربیات‘‘، أو لاتكون الحس؛ فلا یخلو: إما أن تكون السماع عمن یوثق به، وهو ’’المتواترات‘‘، أو برهانا لایغیب عن الخیال وهو ’’الفطریات‘‘۔.(حش)