شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
’’المُغَالَطَة‘‘۱.۔ وَاعْلَمْ! أنَّ المُغَالَطَة إنِ اسْتُعْمِلَت فِيْ مُقَابَلَة الحَكِیْم سُمِّیَت ’’سَفْسَطَة‘‘۲، وَإنِ اسْتُعْمِلَت فِي مُقَابَلَة غَیْرِ الحَكِیْم سُمِّیَت ’’مُشَاغَبَة‘‘.۔ وَاعْلَم أیْضاً! أنَّه یُعْتَبَر فِي البُرْهَان أنْ یَكوْن مُقَدَّمَاتُه بِأسْرِها یَقِیْنِیَّةً۳، بِخِلاف غَیْرِه مِنَ الأقْسَام، مَثَلا: یَكْفِي فِي كَوْن القِیَاس مُغَالَطَة أنْ تَكوْن إحْدَی مُقَدَّمَتَیْه وَهْمِیَّة، وَإنْ كانَت الأُخْرَی یَقِیْنِیَّة؛ نَعَم! یَجِب أنْ لایَكوْن فِیْهَا مَا هوَ أَدْوَن مِنْها،كالشِّعْرِیَّات۴؛ وَإلاَّ یُلْحَق بالأدْوَن؛ فَالمُؤلَّف مِنْ مُقَدَّمَة مَشْهوْرَة وأُخْرَی مُخَیَّلَة، لایُسَمّٰی ’’جَدلِیًّا‘‘۵؛ بَلْ شِعْرِیًّا۶۔. فَاعْرِفْه! قَوْلهٗ (مِنَ الیَقِیْنِیَّاتِ): الیَقِیْن، هُوَ التَّصْدِیْق الجَازِم المُطَابِقُ للوَاقِع الثَّابِتُ، والجدلي قد یكون سائلا، وغایة سعیه إلزام الخَصْم وإقحام مَن هو قاصر عن إدراك مقدَّمات البرهان، وقد یكون مُجیباً، وغرضه أنْ لایَطْرَح مَطْرَح الإلزام.۔ (عب) ۱ -۱ قولهٗ: (وإلاَّ فهو المغالطة) یعني: إن کان مقدَّماته تفید جزْما غیر یقین ولم یعتبرْ فیه عموم الاعتراف من العامَّة ولاالتصدیق من الخصم فمغالطة. (مح) ۱ -۲ قولهٗ: (وإلاَّ فهو المغالطة) ’’كسے را در غلط انداختن‘‘، وفي الاصطلاح: قِیاس فاسد، إما: من جهة المادة، أوْ من جِهَة الصورة، أوْ مِن جهتهما معًا، یفید التصدیق الجزمي أو الظني الغیر المُطَابِق للواقع.۔ (عب) ۲ قولهٗ: (سمّیت سفسطة) أي: باطلة، وهي مشتقة من ’’سوف‘‘، وهو: الحكمة، و’’إسطا‘‘ وهو التلبیس، فمعناه: الحكمة الموقعة في الالتباس والاشتباه. (عب) ۳ قوله: (بأسرها یقینِیَّة) وإلاَّ لایفید الیقین؛لأن المركب من الیقیني غیر یقیني البتة، كما أنَّ المركب من المستقل وغیر المستقل، كما هو المشهور.۔ (سل) ۴ قولهٗ: (كالشّعریات) فإنّها لإفادتها التخییل لا التصدیق صارتْ أدونَ من سائر الأقسام التي تفید تصدیقاً، والملحق بها یفید ظناً.۔ (عب) ۵ قولهٗ: (لایسمیّٰ جدلیاً)لأنّ المخیّلة أَدْوَن من المشهورة؛ لأنها تفید جزماً یقیْنیًّا، ومرتبة الجزم -وإنْ كان غیر یقیني- أعلیٰ من التخییل المُسْتَفَاد من المخیلة. (عب) ۶ قولهٗ: (بل شعریاً) لأنّ الأدنٰی لو كان بعض أجزاء ه أعلیٰ لابأس به، بخلاف الأعلیٰ.۔ (عب)