شرح تہذیب مع تعلیقات جدیدۃ من الحواشی المعتبرۃ |
رح تهذی |
|
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ۔. . . . . . . . . الاسْتِثْنَائِيِّ وَالاقْتِرَانِيِّ بأقْسَامِهِمَا، فَکَذٰلِك یَنْقَسِم۱باعْتِبَار المَادَّة إلَی الصَّنَاعَات الخَمْس، أَعْنِي: البُرْهَان، وَالجَدل، وَالخِطَابَة، وَالشِّعْر، والمُغَالَطَة، وَقَد تُسَمّٰی سَفْسَطَة؛لأنَّ مُقَدَّمَاتِه۲إمَّا أنْ تُفِیْد تَصْدِیْقاً، أوْ تَأْثِیْرا آخَرَ غَیْر التَّصْدِیْق أعْنِي التَّخْیِیْل؛ وَالثَّانِي: ’’الشِّعْر‘‘۳، وَالأوَّل إمَّا أنْ یُفِیْد ظَنًّا أوْ جَزْما۴، فَالأوَّل: ’’الخِطَابَة‘‘، وَالثَّانِي: إنْ أفَاد جَزْماً یَقِیْنِیًّا فَهوَ ’’البُرْهَان‘‘؛ وَإلاَّ فَإِن اعْتُبِرَ فِیْه عُمُوْم الاعْتِرَاف۵مِنَ العَامَّة أوِ التَّسْلِیْم مِنَ الخَصْم فَهوَ ’’الجَدل‘‘؛ وَإلاَّ فَهوَ ووجه الحصر: أن القیاس یفید إما تصدیقا أو تأثیرا في غیره -أعني التخییل-؛ والتصدیق إما: جازم أو غیر جازم؛ والجازم إما:أن یعتبر حقِّیَّته أولا؛ والمعتبر حقِّیَّته إما:أن یكون حقا في الواقع، أولا: فالمفید للتصدیق الجازم الحق هو ’’البرهان‘‘، وللتصدیق الجازم غیر الحق هو ’’سفسطة‘‘، وللتصدیق الجازم الذي لایعتبر فیه كونه حقا أو غیر حق؛ بل یعتبر فیه عموم الاعتراف، وهو ’’الجدل‘‘ إن تحقق عموم الاعتراف؛ وإلا فهو ’’الشغب‘‘، وهو مع ’’السفسطة‘‘؛ فیندرجان تحت قسم واحد، وهو: ’’المغالطة‘‘؛ والمفید للتصدیق الغیر الجازم هو ’’الخطابة‘‘؛ والمفید للتخییل دون التصدیق هو ’’الشعر‘‘.۔(تش) ۱ قولهٗ: (فكذٰلك ینقسم إلخ) إن قلتَ: لِمَ قدِّم مباحث الصورة علیٰ مباحث المادة مع أنّ العكس أنسب؛ إذ المادة مقدمة علی الصورة؛ لكونها معروضة للصورة؟ قلتُ: لأنّ الصورة أشرف من المادة؛ فإنّ الشيء من الصورة بالفعل ومن المادة بالقوة، فللصورة تقدّم بالشرف علی المادة؛ لأنّ القیاس یُنتج علیٰ تقدیر تسلیم المقدمات إذا كانتِ الصورة صحیحة، وإن كانت المادّة فاسدة كما هو الظاهر في قولنا: ’’زید حجر، وكل حجر ناطق، فزید ناطق‘‘، بخلاف ما إذا كانت الصورة فاسدة؛ فإنه حینئذٍ لایُنتج وإن كانتِ المادة صحیحة، كما إذا قلنا: ’’كل إنسان حیوان، وبعض الحیوان صاهل‘‘.۔(سل) ۲ قولهٗ: (لأنّ مقدماته إلخ) وجه ضبط الصناعات الخمس وانقسام القیاس الیها بحَسَب المادّة۔.(عب) ۳ قولهٗ: (الثاني الشعر) مثل: الخمر یاقوتیة سیالة، والعسل مرة مهوّعة، وهٰذه المقدّمات التي تفید التخییل كثیراً مَّا یأخذه الشعراء في أشعارهم.۔ (عب) ۴ قولهٗ: (ظناً أو جزما) الظن: هو الطَّرَف الراجح، والجَزْم: مالایحتمل النقیض.۔ (عب) ۵ قولهٗ: (عموم الاعتراف) أي: الإقرار عن جمیع الخلق، مثل: ’’العدل حسن، والظلم قبیح‘‘.۔ والجدل: قوة الخصومة، وفي الاصطلاح: قیاس مؤلّف من قضایا مشهورة أو مسلَّمة لإنتاج قول آخر۔.